احذروا رسائل الغرام

يا شباب! إن كلمات الحب والغرام التي يوزعها الإنسان بالمجان، مرة عن طريق رسالة بالبريد، لفتاةٍ تعرف عليها عن طريق الإذاعة، أو الجريدة أو المجلة، ومرة أخرى عبر الهاتف، ومرة ثالثة يغامر ويلقيها على فتاة يبصرها في الشارع أو السوق أو الحديقة، أو خارجةً من بيتها أو مدرستها، هذه الكلمات قد ترضي رغبتها، أو توافق هواها، لولا أن فيها عيوباً ثلاثة: العيب الأول: أنها قلق في الدنيا، فإن حصلت على ما تريد فأنت تقلق للشعور بالخطيئة، وإن لم تحصل على ما تريد تقلق بسبب فوات شيء كنت ترغبه وتتمناه.

العيب الثاني: عذاب في القبر، وعذاب في الدار الآخرة، قال الله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:18] وقال: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} [الطارق:4] .

وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: {أن الرجل يدخل الجنة بكلمة، أو يدخل النار بكلمة} افترض أنك تكلم فتاة، وأنها تسجل عليك ما تقول، وأنها تريد فضيحتك، ونشر صوتك وهو معروف؛ لغرض أو لآخر، كم كان يزعجك أن ينشر خبرك بين الناس، وأن يتسامع القاصي والداني بأن فلاناً يغازل أو يعاكس أو يتكلم بالفحش والسوء! أفلا تخاف أن ينشر هذا الخزي؟! وهو مسجل يقيناً من قبل الملك: {لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} [الكهف:49] وربما نشر عارك أو خزيك بين الأشهاد يوم القيامة: {وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود:18] .

ومن الممكن أن تكون هذه الكلمات وقوداً تعذب بها في جهنم وبئس المصير.

العيب الثالث: أنها تدمر مخزون الحب الحقيقي في قلبك الذي وزعته بالمجان على كل أحد، فكلمة: أحبك، أو كلمة: الغرام، أو كلمة: أنا ساهر أتقلب في فراشي، أو كلمة: صورتك في مخيلتي لا تفارقني، أو كلمة: أنا لا أهنأ بعيش ولا طعام ولا شراب، فهذه الكلمات التي تقولها صادقاً أحياناً وكاذباً أحياناً أخرى، إنها تدمر مخزونك من الحب الحقيقي، فإذا احتجته لتحب زوجتك التي أحل الله لك لم تجدْ، أو أن تحب ولدك لن تجد ذلك، وأصبح التعبير عن مشاعر الحب أثقل عليك من جبل أحد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015