يا شباب! لماذا يستطيع شباب الصين، واليابان، أن يتعلموا ويبتكروا ويخترعوا ويصنعوا، ويحققوا التقدم لبلادهم وهم وثنيون أو بوذيون أو لا دينيون، أو شيوعيون، ويبقى شباب الإسلام لا يحسنون إلا التقليد، حتى في قصات الشعر، وموضات الأزياء، وطرق الغواية، لا يحسنون إلا التقليد، لما يشاهدونه في الأفلام والإعلام؟! يا شباب! لماذا يفلح شباب الصرب في إقامة صربيا الكبرى، ويفعلون الأفاعيل، وينتصرون؟! ويعجز شباب المسلمين حتى عن متابعة ما يجري لإخوانهم، أو إرسال دعوة صادقة، أو تبرع سريع إليهم يكون عوناً لهم! يا شباب! شريط الغناء الذي تسمعه، عربياً كان أو أجنبياً، وقد رأيت من إخوانك من يستمع أشرطة غناء أجنبية هندية، أو إنجليزية، وهو لا يجيد لغتهم، وإنما حب التقليد، أو التعلق بمغنٍ معين، أو مغنيةٍ معينة.
مَن هؤلاء المغنون؟ أتدري ما هي سيرهم الذاتية؟ ما هي حياتهم الخاصة؟ ما هي أوضاعهم الشخصية؟ ما نوع علاقاتهم التي يديرونها؟ سوف أنبئك طرفاً من أخبارهم بعد قليل.
ماذا قدم هؤلاء لبلدهم؟ بل ماذا قدموا لأنفسهم؟ ماذا قدموا لأسرهم؟ ماذا قدموا لزوجاتهم أو أطفالهم؟ إن معظم الأغاني التي تحفظها وترددها تدور حول الحب والغرام، ولا شيء آخر بعد ذلك.
أتغضب مني لو قلت لك: إن بعض إخواننا، وأحبائنا من الشباب، جل ثقافتهم هي عبارة عن مقاطع من أغانٍ، يرددونها بعد ما سمعوها في شريط التسجيل، أو عبر الأثير؟! في مكان ما يخلطون الأغاني مع مجموعة أو كلمات ملتقطة من محاضرات، أو مقاطع من خطب إسلامية، فتسمع صوت الموسيقى والغناء، ثم تسمع بعد ذلك صوت الواعظ أو الخطيب، فأي سخريةٍ هذه! أغانٍ أجنبية فاجرة توجد عند الشباب، وبعضها أغاني عندي مكتوبةٌ على ورق، من قبل بعض الإخوة الشباب، وهي أغانٍ تتحدث عن لحظة الجنس الحيوانية البهيمية، وتطالب بالإباحية، وتتحدث عن المجتمع، والأخلاق، والقيم، وضرورة الثورة عليها وتحديها، وهي أغانٍ تتمرد على الفضيلة والعفاف ولا تتعدى ما بين السرة والركبة، وكلماتها ساقطةٌ بذيئةٌ تختصر الحياة كلها في خلوةٍ فاجرةٍ، والدنيا كلها في مضجع أو مخدعٍ، يفوح منه رائحة الحشيش والأفيون، وتختصر قوة الإنسان كلها وطاقاته في قدرته الجنسية فحسب!! إنها دعوة صارخة إلى البغاء والفساد للشباب والفتيات، ما هذا الشيء الذي تحويه -مثلاً- أغاني الراقصة الأمريكية المعروفة مادونا، والتي تباع في كل مكان بدون استثناء، وقد منعتها الصين الشيوعية من الزيارة، أتدري لماذا؟ لأنها تقوم بحركات خليعة وإباحية، مرفوضة في المجتمع الصيني، وإباحية، وكلماتها بذيئة، أما في بلاد الإسلام الحبيبة فإن أشرطتها تباع.