هل نتوقع أن تأتينا الكرامات هدية هكذا، دون جهد ودون عمل؟ فهذا الإنسان لا يكون جديراً بذلك إذ لو منح نصراً رخيصاً لتخلى عنه بكل سهولة، فالنصر الرخيص لا يمكن أن يأتي، ولو فرض جدلاً أنه جاء، فلا يمكن أن يدوم، لأن النصر بحاجةٍ إلى السواعد التي تحافظ عليه، وأنا والله أستغرب أشد الاستغراب!! الآن نحن أمة مهزومة، من الناحية الفكرية والعقدية، بحيث أننا نجد أن أفكار الغرب تؤثر في عقولنا أبلغ التأثير، وفي عقول الناشئة، ولا تؤاخذوني إذا قلت على سبيل المثال: في جامعاتنا ماذا ندرس لطلابنا، خاصةً في العلوم التي لم يكن فيها تأصيلٌ إسلامي، كعلوم الاجتماع، وعلم النفس، وعلم التربية، والإدارة، والاقتصاد…إلخ، صحيح أنا لا أنكر أن هناك محاولات وهناك جهود؛ لكنها ما زالت أقل من المستوى المطلوب، ولذلك تجد أننا قد ندرس لطلابنا آراء ونظريات، واجتهادات غربية مترجمة.