الوصية الخامسة: هي الحذر من التدليل، وأهم مظهر من مظاهر التدليل الموجود في مجتمعنا هو شراء السيارة للولد، سواء كان شراء السيارة لسبب مناسب، لكونه نجح في الامتحان أو غير ذلك، أو لغير سبب، وأستطيع أن أقول بناءً على تقارير، ودراسات ومقابلات: إن شراء السيارة للولد من أهم عوامل الانحراف، والولد المقصود به الذكر أم الأنثى؟ (الذكر) بين قوسين في مجلة سيدتي في هذا العدد، مكتوب على الغلاف، هل حجزت سيارتك! قد يكون خطاباً للمذكر أو خطاباً للمؤنث، تمشياً مع الدعوة التي نعقت بها الفئة الباغية في منح المرأة قيادة السيارة، المهم أنك لا تشتري السيارة لا للولد ولا لغير الولد، لأن الولد إذا لم يكن معه سيارة فسيبقى في الحي، ولا يمكن أن يبعد، ولذلك تجد أن علاقاته معروفه مع والده ومن حوله، وإذا كان في الحي شباب منحرفون فإنه يستحي من مصادقتهم، لأنه لا يريد أن يراه الناس معهم، حفاظاً على سمعته، أو حياءً وخجلاً، أو خوفاً من والده أيضاً، وبناءً على ذلك تستطيع أن تضمن أن علاقات الولد علاقات -إلى حدٍ ما سليمة- لكن إذا اشتريت للولد سيارة، فإن علاقة الولد بأصدقائه تنتقل من الحي والحارة إلى مكان بعيد، فسيذهب ويقيم علاقات مع أصحاب السيارات الأخرى، وكثيراً ما ينحرف وذلك لأسباب: منها ما ذكرت من تشجيعه على التعرف على أصدقاء آخرين سيئين دون أن يعلم الأب بذلك، لأنه إذا كان الولد يركب السيارة في الصباح ولا يأتي إلا الظهر -في الإجازة مثلاً أو يركبها العصر ولا يأتي إلا وقت العشاء، لا تدري أين يذهب، ولا مع من يجلس، وقد يقيم علاقات مع أناس غير طيبين! السبب الثاني في تأثير السيارة: المراهق عادة يحب الظهور، فهو يهتم بمظهر السيارة، وتغسيلها وتلميعها، وتحسينها، وإجراء التعديلات عليها يوماً بعد يوم، هذه بداية، بعد ذلك ينتقل إلى الاهتمام بالمظهر الشخصي، مظهره الشخصي، ويكون هذا مدعاة إلى لفت أنظار الآخرين إليه، ويجره هذا إلى مفاسد كثيرة.
السبب الثالث: أن الولد إذا انحرف بسبب السيارة، قد يصعب سحب السيارة منه، فإذا رأيت أن السيارة بدأت تجني عليه جناية كبيرة، وأردت أخذ السيارة منه، فلن تستطيع؛ فهناك صعوبة، لأنك لو أخذتها فمعنا أنك حطمت آخر جسر من العلاقة بينك وبين ولدك، فأصبحت تداريه، وتخشى أن أخذ السيارة، قد يدعوه إلى مزيد من الانحراف، فتضطر إلى إبقائها معه على كره منك، لكن كما يقولون: الوقاية خير من العلاج.