الملاحظة الثانية: أن عدداً من الناس غير قليل يتناقلون هذه الأوراق التي فيها معلومات عن الحدث، ومن قام به، وتفاصيله، إلى أشياء أخرى في هذا الموضوع، ولاشك أن أسئلة كثيرة وردت إليّ، تسأل: هل يجوز التشهير بمثل هؤلاء؟ والجواب على هذا بأن أقول: إن التشهير مطلوب بمن نعتقد أنهم يسعون إلى خراب وفساد في المجتمع، وقد كان سلف هذه الأمة يشهرون بمن هم أقل خطراً على الإسلام من هؤلاء، كما تكلم علماء أهل السنة والجماعة -مثلاً- في أهل البدع والضلال، وسموهم بأسمائهم، وحذروا منهم، وكما تكلم علماء السنة، وعلماء الحديث، عن الرواة جرحاً وتعديلاً فيقولون: فلان كذاب، وفلان ضعيف، وفلان سيئ الحفظ، حتى يحذر الناس الرواية عنهم، لكن هذا كله يجب أن يكون بعد التثبت والتحري والدقة، يجب أن يكون بعد التتبع، فإنه ربما انتشر بين الناس معلومات، وأسماء وعلاقات، وأشياء ليست على وجه الدقة، بل فيها ما هو صحيح وفيها ما هو غير دقيق، ولاشك أننا الآن في معركة مع الباطل، ومع أعداء الله ورسله، ولذلك فهنالك من يتربص ويبحث عن أي خطأ يقع في هؤلاء، حتى يقول: إن هذا الكلام غير دقيق، ويعطي صورة سيئة، ربما كان سبباً لفقد الثقة في المستقبل، ولهذا فحري بنا وجدير أن نكون على غاية من التثبت والتحري، فيما نقول، وفيما ننقل، وفيما تنداول، من أسماء، أو معلومات، أو حقائق، أو أخبار، أو غيرها، ووسائل التثبت والحمد لله ممكنة، وليس بالضروري أن نوفر معلومات كافيه وواسعة ومفصلة عن كل شيء، فينبغي أن نتفطن لذلك ونتحرى.