ضرورة ترك المعاصي لنهوض الأمة

Q سؤال يحز في النفس رغم الأحداث المؤلمة والمصائب والنكبات التي حلت بنا، إلا أنه ما زال الكثير منا مصراً على معاصيه, من ترك الصلاة وأكل الربا والتبرج وسماع الغناء وسائر المعاصي, مع أنها سبب لحلول ما حلَّ بنا

صلى الله عليه وسلم نعم بالنسبة للذنوب والمعاصي التي تحل بنا, والتي هي سبب ما نزل, كما يقول العباس رضي الله عنه: [[ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة]] .

فلا بد للمسلمين أن يعلنوا التوبة بصدق من جميع الذنوب والمعاصي, التوبة مما ذكره الأخ من المعاصي التي لا يكاد يخلو منها بيت؛ بل قد لا يخلو منها إنسان إلا من رحم الله, فيعلن العبد توبته إلى الله عز وجل, ولا بأس بل ينبغي أن يتصور العبد: من الذي ربما يكون سبباً فيما نزل بالمسلمين من عذاب؟ ربما السبب معصية وقعت مني!.

يا أخي! أصحاب القلوب الحية السلف الصالح كان الواحد منهم إذا رأى السماء قد احمرت، والرياح قد عصفت رجع إلى نفسه، وقال: ربما أن الله تعالى قد سخط عليّ, وربما عذب الناس كلهم بسببي.

ولعلكم تعرفون قصة عبد الرحمن الداخل لما قحط المطر، وأجدبت الأرض ولم يحصل للناس ما تمنوه وطلبوه وسألوه من الغيث, أرسل إلى القاضي يقول له: نريد أن نستسقي غداً الاثنين, فقال القاضي: مالنا ولـ عبد الرحمن كل يوم يقول: نستسقي نستسقي!! ثم يقول للرسول: اذهب وانظر ماذا يصنع عبد الرحمن يقول: تستسقون وهو جالس في لهوه ولعبه وفساده، هذا لا يصلح! فذهب الرسول، ولما جاء وجد أن عبد الرحمن -وهو الخليفة المظفر المنصور الكبير- وجد أنه ساجد على الأرض على التراب وهو يبكي ودموعه تتحادر وهو يقول: يارب أنا عبدك ناصيتي بيدك، هأنذا بين يديك أتراك تعذب الخلق كلهم لأجلي، فرجع الرسول إلى القاضي وقال له: رأيته على هذه الحال.

فقال له: احمل الممطرة وهلمّ إلى المسجد لنصلي نستسقي، فإذا خضع جبار الأرض رحم جبار السماء.

إذاً: كل إنسان منا ينبغي أن يخطر بباله احتمال أنه قد يكون ما أصاب المسلمين بسببه هو؛ هذا أمر.

الأمر الثاني: هناك ذنوب عامة، ومعاصي أمم, هناك ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وترك الجهر بكلمة الحق, وترك الأخذ على يد السفيه, هناك ترك الأخذ بالأسباب من التقدم والتصنيع وبذل الوسع, هناك الظلم الذي يخيم في كثير من البلاد، وهو من أعظم أسباب أخذ الأمم والقرى, هناك الغفلة عن الضعفاء, الذين طلب النبي صلى الله عليه وسلم العناية بهم {أبغوني ضعفاءكم فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم -بدعائهم واستغفارهم} وهناك وهنا! فينبغي للأمة أفراداً وأمماً ودولاً وجماعات: أن تعلن التوبة إلى الله تعالى, وإعلان التوبة لا يكون باللسان؛ بل يكون مع إعلان التوبة باللسان بداية جادة لتصحيح كل وضع لا يرضي الله عز وجل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015