Q هناك أسئلة كثيرة جداً وردت حول التعامل مع الكفار الذين يوجدون في هذه الجزيرة، وحكم استقدامهم كسائقين أو عمال أو خادمات؟
صلى الله عليه وسلم سبقت الإشارة إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: {أخرجوا المشركين من جزيرة العرب} و {لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب} وقوله صلى الله عليه وسلم: {لا يجتمع في هذه الجزيرة دينان} ولذلك ذهب كثير من أهل العلم إلى تحريم سكنى المشركين في هذه البلاد، وعليه فإن بقاء هؤلاء في هذه الجزيرة لا يجوز إلا أن يكون لضرورة، في أشياء وأعمال لا يجيدها ولا يتقنها إلا هم، فبقدر هذه الضرورة يمكن، أما ما عدا ذلك فلا.
فإذا وجد هؤلاء أو فرضوا في الواقع؛ فحينئذٍ أحكام معاملة الكفار معروفة، أنه يجب على الإنسان أن يدعوهم إلى الله متى استطاع، فيستفيد من فرصة وجودهم في دعوتهم.
ونحن -بحمد الله- نجد اليوم في عدد من البلاد مؤسسات وأجهزة تقوم على دعوة هؤلاء إلى الإسلام من خلال وسائل كثيرة، وقد هدى الله كثيراً منهم إلى الإسلام، وهذه نعمة يجب أن نستفيد من وجودهم بيننا ما داموا قد وُجدوا في هذه البلاد.
الأمر الثاني: أن الله عز وجل بين حكم معاملة الكفار بقوله: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة:8] .
فالإسلام الذي يأمرك بالإحسان إلى الكلب، وإن سقيته أجرك الله؛ يأمرك أيضاً بأن تحسن إلى هؤلاء بأوجه الإحسان الدنيوية، وتستفيد من هذا الخلق الحسن، بدعوتهم إلى الدين الذي علمك هذه الأخلاق.
أما من كان منهم داعياً إلى دينه؛ كبعض القسس -مثلاً- الذين يدعون إلى النصرانية، أو دعاة الهدم والتخريب من المرتدين، أو دعاة الكفر والضلال أيّاً كانوا، فهؤلاء يجب إبعادهم قدر الإمكان وتبليغ الجهات المختصة لاتخاذ اللازم، فإننا نسمع أحياناً أنه يوجد -مثلاً- نصارى يدعون إلى دينهم، ويحاولون أن يقيموا بعض الطقوس، فهؤلاء يجب على من يكتشف أمرهم أن يسعى إلى إبعادهم بكل وسيلة ممكنة، ومثل هؤلاء أيضاً لا يجوز الإحسان إليهم ولا مساعدتهم بأي لون من ألوان المساعدة.