مذهب الحداثة

Q تعلمون أن هناك في هذه الجزيرة من يتسمى بأسمائنا ويتكلم بلغتنا، ولكنهم يتبنون أفكاراً هدامة، ومن ذلك مذهب الحداثة الذي أخذ ينتشر هنا وهناك، فما موقف المسلم من ذلك؟

صلى الله عليه وسلم الحداثة فيما أعلم أنها تعني: التحديث أوالتجديد في الأدب والشعر، وهذا التجديد قد يكون تجديداً في الشكل؛ بحيث يغير الإنسان -مثلاً- في أسلوب التعبير، فيدخل -مثلاً- أسلوب الرواية، وأسلوب ما يسمى بالشعر الحر، أو أي أسلوب أدبي آخر.

والتجديد في المضمون: يعني: في الأفكار والمفاهيم والفلسفات التي يمكن أن تتغير في حس الشاعر ونفسه، والذين درسوا أدب الحداثة وشعره يعرفون التلازم التام بين الشكل والمضمون.

وإن الذين يدعون إلى أدب الحداثة، وشعر الحداثة ويكثرون من الثناء على رموز هذه الحداثة سواء أكانوا من العرب أم من الأوروبيين؛ إنهم يحملون في كثير من الأحيان فكر الحداثة كما يحملون الشكل الظاهر لها.

وهذا هو الواقع في غالب الأحيان، فإنهم يتكلمون عن أن هذا اللون من الأدب والشعر، هو ثورة على كل ما هو سائد في المجتمع؛ بما في ذلك الأيديولوجيات ويعنون بهذه الأيديولوجيات النظم والعقائد التي يؤمن بها الناس، وهذا يبين أن منطلق الحداثة منطلق فلسفي، وليس مجرد قصيدة من الشعر الحر، أو رواية طويلة أو قصيرة، أو نمط من أنماط الأدب الشكلي.

فيجب علينا أن ندرك أن هذا هو الواقع، أما كون إنسان يكتب قصيدة -مثلاً- من الشعر الحر، وفيها معانٍ وأفكار إسلامية، وفيها دعوة إلى الله عز وجل، وتعبير عن شعور إسلامي، ففي اعتقادي أن هذا أمر عادي، وليس قضية تستحق الإثارة، لأن هذا لون من التجديد في ألوان الشعر، وسواء قبلناه أو رددناه، فالقضية في هذا الإطار أمرها سهل، لكن المصيبة هي الفلسفات والأفكار التي يحملها أولئك الحداثيون، وكثير منهم -بحكم الانتساب الأصلي للإسلام- يؤيدون ما يسمى"بعصرنة الإسلام" وعصرنة الإسلام -كما أسلفت- هي محاولة صبغ الإسلام بصبغة عصرية.

وقد كتب عن هذا الموضوع عدد من الكتاب وأشير إلى ما كتبه الأستاذ بسطامي محمد سعيد في كتابه حركة تجديد الدين، وإلى ما كتبه محمد بريش في مجلة الهدى المغربية، حيث كتب عدداً من المقالات نقد فيها فكر المفكر أو المستشرق محمد أركون الذي كتب كتاباً بالفرنسية سماه: قراءة جديدة للقرآن، وطرح فيه أفكار التطوريين الذين يعتقدون أن الدين هو عبارة عن شيء بشري خاضع للتطور، وهذه فكرة لا شك منافية لأصل الإسلام، وهناك كتابات أخرى في مجلة الندوة السعودية وغيرها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015