Q كثير من أصحاب الأعمال يقولون: إننا نستقدم عمالاً كافرين؛ لأنهم أكثر إنتاجاً من المسلمين، حيث إن الكفار لا يصلون ولا يصومون وغير ذلك، فأستغفر الله مما يقولون، وماذا نرد عليهم؟
صلى الله عليه وسلم هذه مصيبة تدل على انسلاخٍ من الولاء للإسلام! وتدل على أن الإنسان يؤثر الحياة الدنيا على الآخرة، وإيثار الدنيا على الآخرة من علامات الكافرين قال تعالى: {وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ * الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ} [إبراهيم:2-3] {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} [الأعلى:16] وقال تعالى: {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [الأعلى:17] .
فالمسلم الذي ولاؤه لدين الله لا يستعمل إلا حنيفاً مسلماً ولو كان يصلي، ولو كان يصوم، ولو طلب أن يحج أو يعتمر، بل إنه يتقرب إلى الله عز وجل بأن يمكنه من هذه الأشياء، فتقديم الدنيا على الدين أمر في منتهى الخطورة على دين الإنسان، خاصة إذا تبجح بذلك أيضاًَ في لسانه كما ذكر السائل عن بعضهم، فالإنسان عليه أن يتقي الله عز وجل، ويدرك أن هذه النعمة التي بين يديه قد يسلبها الله منه بكرة أو عشياً، أو يخرجه منها أيضاً إلى دار الجزاء والحساب، فيسأل عن استخدام هؤلاء الكفار واستبعاد المسلمين، وبكل حال فالمسلم الذي يعرف أن ولاءه للإسلام لا يقبل أن يستخدم هؤلاء الكفار لأسباب كثيرة منها ما سبق.
ومنها هذه الأموال التي يستلمها أولئك الكفار إنما هي خناجر تسدد إلى صدور المسلمين في بلادهم، فأنت حين تستقدم نصارى من الفلبين، أما تعرف أن المسلمين مضطهدون في الفلبين وأن النصارى يحاربونهم؟! وقل مثل ذلك في الهند أو غيرها من بلاد العالم، فالمسلم أخو المسلم لا يخذله، ومن الخذلان أن تتركه وتستقدم كافراً وتمده بالمال، حتى يكون هذا المال عوناً له على قتال إخوانك المؤمنين، فأين شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأين قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:10] .