التجديد في أسلوب الدعوة

Q هناك مقالة تنتشر على ألسنة بعض الشباب وهي: أسلوب الدعوة للإسلام قابل للاجتهاد، وترك طريقة الأنبياء في الدعوة لتغير الزمن، فما ردكم على ذلك؟

صلى الله عليه وسلم أما طريقة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في الدعوة إلى الله عز وجل فهي الطريقة التي يجب أن يسير عليها كل مسلم بلا شك {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام:90] {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف:108] فكل من اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم فهو يدعو على بصيرة كما كان يدعو الرسول صلى الله عليه وسلم، فمثلاً: البداءة بالعقيدة، وعدم التنازل في شيء من أمور الدين، والوضوح في الدعوة إلى الله عز وجل والأصول العامة والمنطلقات، لا تتغير بين وقت ووقت لكن؛ قد توجد وسائل جديدة وتستخدم ولا بأس بذلك.

فمثلاً: وسائل الكتابة، لم تكن الكتب موجودة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لكن لما خاف المسلمون من ضياع السنة النبوية صنفوا المدونات في السنة، ولما وجدت البدع صنفوا في الرد عليها، فأجمع العلماء بعد ذلك على جواز كتابة الحديث والسنة بعد أن كانوا مختلفين في ذلك قبل.

وهكذا كلما وجدت وسائل جديدة مناسبة جاز استعمالها بشرط أن لا تكون هذه الوسيلة محرمة، فمن يستخدم وسيلة محرمة مثل الغناء في الدعوة إلى الله؛ كمن يتراقصون ويتغنون تعبداً وتديناً كما تفعله الصوفية فمثل هذا الأسلوب محرم، فكيف يكون وسيلة للدعوة؟ لكن لو وجد أسلوب مباح، كأسلوب المحاضرة، أو الكتابة، أو الجمعيات الخيرية، أو المراكز الصيفية أو المدارس، فهذه الأساليب لا شيء فيها وربما يسأل السائل عن وسائل أخرى مثل -مثلاً- الأناشيد الإسلامية، فأقول: فيما يظهر لي أن الأناشيد الإسلامية إذا كانت معانيها صحيحة وليست مصحوبة بشيء من الموسيقى أو الطبل، وليس فيها تغنج أو تكسر أو تقليد لألحان غنائية معروفة، فإن هذه الأناشيد لا بأس بها؛ لأنه لا يقصد من ورائها التعبد، فليس الذي يسمع النشيد أو ينشد يتعبد لله عز وجل بذلك، إنما هذا أسلوب أو طريقة عادية، وإنما الشعر كما قالت عائشة [[حسنه حسن وقبيحه قبيح]] ولكن لا يجب أن تغلب على حياة الإنسان وأن تصبح ديدنه في غدوه ورواحه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015