تطهير الجزيرة من الكفر وما شاكله

ثانياً: أن هذه الجزيرة التي اختصها الله عز وجل بالإسلام، يجب أن نطهرها من غير المسلمين، ونحن نجد اليوم كثيراً من المسلمين يحضرون إلى هذه البلاد أناساً ممن لا يدينون بدين الإسلام، سواء أكانوا على شكل خبراء أم عمال أم سائقين، أم خدم، أم أي شيء آخر، فيقيمون في هذه الجزيرة، ويلوثون صفاءها ويكدرون نقاءها، وربما حاولوا أن يجدوا لهم موطأ قدم في هذه البلاد.

فالواجب علينا أن نحمي هذه البلاد من أمثال هؤلاء، وأن نتخذ الحنفاء المسلمين، وهذا المنطلق يدعمه ويؤيده جوانب أخرى، فإن استقدام المسلمين فيه نفع للمسلمين في كل مكان.

فأنت إذا استقدمت عدداً كبيراً من المسلمين؛ تكون قد ساهمت في نفعهم، وإعالة أولادهم وذرياتهم ودعم اقتصادهم، وإذا استقدمت نصارى أو بوذيين أو غيرهم من الألوان والطوائف؛ فتكون أعنتهم حينئذٍ على المسلمين.

ثالثاً: أن هناك كثيراً من الحركات تحاول أن تقتحم هذه الجزيرة، بما في ذلك الحركات الباطنية المتمثلة في الرافضة التي تحاول أن تكدر صفاء هذه البلاد الطاهرة وهذا البيت العتيق، وهم يؤمنون بما جاء في كتبهم المقدسة من أن إمامهم الغائب سوف يقتل الحجاج بين الركن والمقام، وبين الصفا والمروة، ويؤمنون بأن شيوخ ضلالتهم في هذا العصر هم النواب، والأوفياء الذين يقومون بالمهمات والصلاحيات المسندة إلى ذلك الإمام الغائب المعدوم، فسيحاولون أن يقوموا بما أسند إلى ذلك الإمام ويحققوا ما تنبأت به كتبهم المقدسة في زعمهم.

وهناك حركات أخرى فكرية تحاول أن تجتاح هذه البلاد باسم: التحديث والتجديد في الأدب، والشعر، والفكر، والمضمون، والشكل وغير ذلك، وتحاول أن تربي شباب هذه البلاد وفتياتها على الاقتداء بالفكر الغربي الذي نشأ في بلاد لم تعرف للدين طعماً، ولم تتذوق طعم الإسلام، ولم تعرف اللغة العربية، فهؤلاء الذين تنكروا لعروبتهم وإسلامهم وبلادهم، وتتلمذوا على أفكار وموائد غربية -أيضاً- لا مكان لهم في هذه البلاد.

وأي نحلة أو مبدأ يحاول أن يجد له موطأ قدم في هذه البلاد فمآله إلى الخسران، وهذا يُوجد لدى كل داعٍ إلى الإسلام الحماس والرغبة والقوة في مجاهدة هؤلاء وأولئك، ومعرفة أن النصر والعاقبة للمؤمنين، فلا يأس، فـ {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل:128] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015