Q إلى أي حد يجوز لشباب الصحوة مخالطة بيئات المنكر؟ وهل يجوز لهم أن يبقوا في مثل هذه البيئات، حتى وإن لم يلاحظوا تغيراً يذكر؟ وهل هناك فرق بين الدعاة وبين غيرهم ممن يحاولون الالتزام بالشرع المطهر قدر الإمكان؟ وهل يجوز للمسلم مخاطبة المسلمة المتبرجة والتي تعمل معه في الشركة أمراً بالمعروف ونهياً عن منكر أرجو منكم التفصيل وجزاكم الله خيراً؟
صلى الله عليه وسلم مخالطة هذه البيئات بغرض إصلاحها أمرٌ مطلوب، لأن المصلح بطبيعة الحال لن يصلح هذه البيئات وهو من خارجها، وكون الإنسان في هذه البيئة قادراً على أن يقلص المنكر، فبدلاً من أن يكون المنكر (40%) وبسبب وجودك خفَّ مبدئياً إلى نسبة (30%) وأنت تطمع أنه خلال فترة سينقص إلى نسبة (20%) هذا عمل طيب تقوم به وبهذه الطريقة يحصل زوال المنكر، هذا جانب.
الأمر الثاني: أنك خلال وجودك لن يكون وجودك سلبياً بطبيعة الحال، فحتى المنكرات التي لم تزل أنت لم تقر هذه المنكرات أو ترض بها، وإنما أنت تنكرها بقلبك من جهة وتفكر ما هي الوسيلة لتغيير هذه المنكرات وإزالتها بالطريقة التي تحقق المصلحة من جهة أخرى.
بالنسبة للمرأة المتبرجة يجب على من رآها أن يخاطبها بأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر وبيان الأدلة لها في ذلك، إذا لم يخاطبها أو رأى في خطابها ما يريب فإنه يستطيع أن ينكر عليها، سواء بواسطة الهاتف أو بواسطة كتاب، أو بواسطة شريط يوصله إليها ليكون في ذلك بيان أن ما هي عليه حرام ولا يرضي الله ورسوله.