الأعداء التاريخيون للأمة المسلمة أربعة أصناف:- أ/ الصنف الأول: اليهود: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [المائدة:82] وتاريخهم مليء بالعداوات للمسلمين.
ب/ الصنف الثاني: المشركون وأعني بالمشركين، أولاً: عبدة الأوثان.
فهم أعداء، بل هم من أشد الناس عداوة، كما في الآية السابقة {الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [المائدة:82] ويدخل في المشركين الشيوعيون الملحدون، فإنهم من أشد الناس عداوة للذين آمنوا.
عداوة الشيوعيين للدين راسخة، وإذا هادنوا الدين في وقت من الأوقات، فإنما هي هدنة مؤقتة، ولذلك نعرف كيف فعلت الأنظمة الشيوعية التي حكمت، كيف فعلت بالمسلمين، كيف صنع النظام الشيوعي في روسيا بالمسلمين؟ لقد قتلت من المسلمين عشرات الملايين في الولايات الإسلامية، وفي عام واحد قتلوا ما يزيد على ثلاثة ملايين مسلم في جمهورياتهم، ألبانيا بلغاريا، أفغانستان، وفي عدن وفي سواها.
الشيوعية عداوتها للإسلام عداوة راسخة لا تراجع عنها، ولا تردد، فيها وإن هادنوا الدين وقت من الأوقات أو أعطوه بعض الفرصة، فإنما هذا مجرد توعية أو، استراتيجية أو خطة مؤقتة، وبعد ذلك يعودون إلى عداوتهم للإسلام.
ج/ الصنف الثالث من أعداء الدين: النصارى: وهم أولياء لليهود وحلفاء تاريخيون لهم، يقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [المائدة:51] إذاً اليهود حلفاء للنصارى وأولياء لهم والنصارى حلفاء لليهود وأولياء لهم، وهذه عداوة تاريخية، وبينهم حلف لا ينقطع.
وليس غريباً ما نرى من تصارع هو البغي لكن بالأسامي تعددا وأصبح أحزاباً تناحر بينها وتبدو بوجه الحق صفاً موحدا فاليهود والنصارى حلفاء تاريخيون، والمثل القائم الآن في إسرائيل دولة اليهود، فإنها قامت بوعد من النصارى ودعم منهم، وجهود الغرب الصليبي في دعم إسرائيل بالمال والصناعة والعلم والتقنية والتمكين والسياسة لا تخفى، فهم يدعمونها دعماً سياسياً وعسكرياً ومادياً هائلاً رهيباً لا ينقطع، أما الشرق الشيوعي الملحد، فجهوده أيضاً في دعم إسرائيل لا تخفى، فإنه يدعمها بالطاقة البشرية، وما أخبار الهجرات اليهودية المتتالية من روسيا إلى إسرائيل، والتي تتم الآن أعظم وأكبر هجرة لمئات الألوف من روسيا إلى إسرائيل، إلا نموذج لدعم الشيوعية لليهود.
إذاً الشيوعيون والنصارى واليهود، يتحالفون جميعاً ضد الإسلام.
د/ الصنف الرابع: المنافقون: والمنافقون عداوتهم من داخل الصف، ولذلك قال الله عز وجل: {هُمُ الْعَدُوُّ} [المنافقون:4] أي: هم من أشد الناس عداوة وأفتك الناس، لأنه يصعب الحذر منهم بسبب أنهم مندسون في داخل المسلمين.
من المنافقين الرافضة -مثلاً- وسائر الفرق الباطنية، فإنهم يتظاهرون بالإسلام، ويبطنون الكيد له على الخفية، وهم مع كل عدو ضد الإسلام، وأخبارهم في إدخال التتر للمسلمين أخبار معروفة.
العلمانيون الذين يريدون فصل الدين عن الحياة، فصل الدين عن السياسة، عن الحكم، وعن التعليم، وعن الإعلام، وعن الأخلاق، وعن أمور الاجتماع، وجعل الدين معزولاً في زاوية أو مسجد أو رباط، هؤلاء العلمانيون هم من المنافقين، لأنهم إذا كانوا من المتسمين بالإسلام يتظاهرون بالدين وأسماؤهم: محمد وأحمد وصالح وعلي وكذا وكذا، فإن حقيقتهم أنهم يكيدون للإسلام وأهله.
من الأعداء المنافقين الذين يتسترون بأسماء مذاهب منحرفة، كالحداثة أو اليسارية أو القومية أو غيرها، ويعتبرون هذا وعاءً للأدب والشعر، والقصة والفن، ولكنهم ينفثون سمومهم من خلال هذه القوالب، التي استغلوها أبشع استغلال، وصاروا لا يستطيعون أن يصرحوا بأنهم أعداء للدين، أو مناوئين أو شيوعيين، فيأتون بأسماء لطيفة مثل: اليسارية، أو الحداثة، أو العلمانية، -كما ذكرت- أو القومية أو غيرها من الأسماء البراقة، التي تخفي وراءها عداءً للإسلام مستحكماً.
ولست أستطيع أن أتحدث عن خطط هؤلاء الأعداء لكنني، رأيت أن من المناسب جداً أن أذكر خطتين فقط.
الخطة الأولى، أشرت إلى شيء منها، وهي: قضية التحالف ضد الإسلام، فهذه الأسماء وهذه الجهات المختلفة، قد يكون فيما بينها عداوات أحياناً، ولكن حينما يبرز الإسلام كعدو لها، فإنها توحد صفوفها لتواجه الإسلام وتحاربه.
شيوعيون جذر من يهود صليبيون في لؤم الذئاب تفرق شملهم إلا علينا فصرنا كالفريسة للكلاب