السؤال الأول: ماذا ترى في مجتمعنا هذا، هل يشرع فيه العزلة؟ وإذا خالط الإنسان فإنه حتماً سوف يأتيه من المعاصي إما من المجاملة أو غير ذلك، أفيدونا وجزاكم الله خيراً؟
صلى الله عليه وسلم لعلي أشرت برأيي بإيجاز في آخر هذه الكلمة، وأضيف: أن الإنسان أدرى بنفسه وأبصر بها، فالإنسان يتصرف على حسب ما يشعر بأنه يستفيد أو لا يستفيد، فالأصل أن مخالطة أهل الخير، وهم -بحمد الله- موجودون بل وكثير، أن مخالطتهم ومشاركتهم في أعمالهم ونشاطاتهم، وسائر أمورهم أنه أمر مشروع، ولا قوام للإنسان بنفسه، لابد للإنسان من المخالطة، وهذا كما قلت هو غريزة فطرية مركوزة عند الإنسان جاء الشرع بتقريرها، وبيان الوسائل والسبل الصحيحة لها، أما المجالس والمجتمعات التي يتضرر بها فعليه أن يقدر الأمر حق قدره، فإن كان يستطيع أن يؤثر، ويأمر وينهى، ويحقق من المصلحة أكثر مما ناله من الضرر، فعليه أن يتحمل هذا الضرر البسيط، من أجل تحصيل المصلحة الأعظم، وهذه قاعدة شرعية متفق عليها عند علماء الإسلام، أن المصلحة الأكبر تحصل ولو ارتكبت في ذلك مفسدة صغيرة، والعكس بالعكس، فالمصلحة القليلة تترك إذا كان يترتب على ذلك مفسدة أكبر منها.