اتباع القانون الوضعي

Q هل اتباع القانون الوضعي يعد من العبادة لغير الله؟

صلى الله عليه وسلم القانون الوضعي, يتعلق به طرفان: الطرف الأول: من فرض القانون, يعني الحاكم الذي فرض القانون على الناس, وألزمهم به وتوعد من يخالفه أو يخرج عليه بالقتل والسجن والصغار, فهذا العمل كفر وردة عن الإسلام, لأن الله عز وجل قال: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة:47] وهذا لا شك أنه نوع من الشرك في التشريع, حتى أن الحافظ ابن كثير رحمه الله في كتاب "البداية والنهاية" لما تكلم عن الياسق وهو جنكيز خان , قال ابن كثير: فمن حكم بالشرائع المنسوخة من اليهودية والنصرانية فهو كافر, فكيف بمن حكم بشرائع البشر وأنظمتهم وقوانينهم؟ هذا لا شك في كفره بإجماع المسلمين, هكذا يقول: ابن كثير , فهذا يجب أن يعلم أن القوانين التي تفرض على الناس بقوة الحديد والنار والسلاح، والسلطة الذي يفرضها عمله كفر وردة.

أما بالنسبة للإنسان, فإن الإنسان إذا كان يستطيع أن يتخلص من هذا القانون, ولو تنازل عن بعض حقه فهذا هو الذي ينبغي له, وإما إذا أكره على ذلك فإن المكره لا يتعلق بفعله حكم, لكن ينبغي أن يبغضه بنفسه ويسعى إلى إزالته بكل ما يستطيع من قوة, حتى لو استطاع أن يهاجر عن البلد الذي يحكم فيه بالقانون ووجد بلداً آخر يحكم فيه بالشرع، ويستطيع أن يستقر فيه لكان عليه أن يفعل ذلك؛ إذا لم يكن في بقائه في بلده الأصلي مصلحة ظاهرة من الدعوة، والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015