تقليد الكفار فيما يستفاد من أمور الدنيا

Q هل هناك مانع أن نستفيد من العلوم الموجودة عند الأمم الأخرى الكافرة وكتاباتهم مع ما نحمله في قلوبنا من الكراهية والبغض؟ وهناك سؤال آخر مشابه، يتكلم عن تقليد الكفار في السلاح يقول: إذا رأى الشخص أن في تقليد المشركين مصلحة ومنفعة للإسلام والمسلمين كما يرى في تقليدهم في السلاح -لعله يقصد السلاح وشكله- فهل في ذلك شيء؟

صلى الله عليه وسلم إن هذا ليس في الواقع تقليداً أو تشبيهاً بهم, بل هذه هي الحكمة التي هي ضالة المسلم أنى وجدها فهو أحق بها, والرسول صلى الله عليه وسلم كان يأخذ الأشياء المفيدة الموجودة عند الأمم الأخرى -والكلام في هذا يطول- ولكن أذكر له بعض الأمثلة: لما جاءت الأحزاب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم حفر الخندق, وكان حفر الخندق عادة مأخوذة عن الفرس، أخذها النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة سلمان الفارسي وطبقها, لأنها عبارة عن خدعة عسكرية، وحيلة لم تكن تعرفها العرب، وهي نافعة وليس فيها تشبه بالمشركين, وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما ولي الخلافة أخذ عدداً من الأشياء المفيدة كنظم إدارية مثل تدوين الدواوين وغير ذلك, بل الرسول عليه الصلاة والسلام في حديث رواه الشيخان قال: {لقد هممت أن أنهى عن الغيل -والغيل هو: وطء المرأة وهي ترضع- ثم وجدت أن فارس والروم يفعلون ذلك فلا يضرهم} يعني الرسول عليه الصلاة والسلام همَّ أن ينهى الناس عن أن يطئوا المرأة حال إرضاعها للطفل, ثم لم ينه عن ذلك, لأنه لاحظ حال فارس والروم وأنهم يفعلون ذلك فلا يضرهم، فهم أقوياء وشجعان وفرسان ولم يضرهم أن الرجل يطأ المرأة وهي ترضع, أي: خلال فترة الإرضاع.

فإذاً الرسول صلى الله عليه وسلم استفاد حينئذٍ من خبرة اجتماعية أو قضية اجتماعية موجودة عند فارس الروم, وكذلك لما كانوا لا يقرءون كتاباً إلا مختوماً ختم النبي صلى الله عليه وسلم، وضع خاتماً ونقشه محمد رسول الله, إذاً المنهي عنه هو التشبه بهم في خصائصهم, في أخلاقهم, وفي عادتهم, والكلام في التشبه كلام يطول.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015