السؤال يقول: أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نتعوذ بالله من فتنة المحيا والممات, فكيف تكون فتنة المحيا والممات؟
صلى الله عليه وسلم أما فتنة المحيا: فهي فتنة الحياة، وهي كثيرة, فتنة الرجل في أهله, وماله, ونفسه, الفتن التي تصيب الإنسان في دينه فتن الشهوات, وفتن الشبهات, هذه فتنة المحيا.
أما فتنة الممات: فقد اختلف فيها أهل العلم, فقال بعضهم: المقصود بفتنة الممات ما يحدث للإنسان عند الموت عند النزع, فإن الإنسان عند النزع تحضره الشياطين, وتحاول أن تصده عن دينه, ولذلك جاء في الصحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة} فقال بعضهم: فتنة الممات ما يحصل للإنسان عند النزع, وقال آخرون: بل فتنة الممات ما يحصل للإنسان في قبره من السؤال, وقد ثبت هذا في الصحيح: {أن العبد يسأل في قبره عن ربه, ودينه, ونبيه، يأتيه ملكان -ثبت في الصحيح- أن أحدهما منكر, والآخر نكير, فيقولان له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فأما المسلم والمؤمن فيقول: ربي الله, وديني الإسلام, ونبيِّ محمد صلى الله عليه وسلم, فيقولان له: ما علمك؟ وهذا سؤال رابع, فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به, وصدقت؛ وأما الكافر أو المنافق فيقول: هاها لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس} أي: مقلد في الدنيا، كان يردد ما يقوله الناس بحكم الوراثة, بحكم البيئة, لكن ما قرأ, ولا تعلم, ولا علم, فهذا والعياذ بالله يخفق في الامتحان في قبره, ولا يوفق للجواب ويقول: نسيت كنت أذكر اسم النبي, وأذكر اسم الدين, ولكن نسيت كنت أقول ما يقول الناس، وذلك غاب عن باله وقت الحاجة إليه.