وما أكثر فائدة الأسئلة! وفيما يتعلق بالأسئلة التي ترد علي فإني لا أترك سؤالاً منها قط, إلا قرأته وما لا أقرأه هنا أقرأه في البيت, واستفدت من قراءة هذه الأسئلة أشياء كثيرة, إما أن يكون السؤال تنبيهاً على خطأ وقعت فيه إما في لفظ أو في جواب, أو في سبق لسان, أو ما أشبه ذلك, فينبهك عليه, وإما أن يكون السؤال تنبيهاً على صواب غفلت عنه، وكان ينبغي أن تورده أو تذكره لمناسبته, وإما أن يكون السؤال تنبيهاً إلى مشكلة واقعة بين الناس وأنت لا تدري عنها, فينبهك السؤال عليها حتى تضعها في اعتبارك, وإما أن يكون السؤال لفت نظر إلى مقال في جريدة أو برنامج أو كتاب, أو شيء يحتاج إلى أن يناقش, أو يرد عليه, وإما أن يكون السؤال اقتراحاً يستحق أن يدرس ويناقش.
فالسؤال -على كل حال- هو تفاعل بين السامع والمتحدث, ليس صحيحاً أن يكون الأمر للمتحدث دائماً, بل ينبغي أن يكون للسامع دور من خلال السؤال, ومن خلال الإيراد, ومن خلال الاتصال، وكونك تأتي بقصاصة من جريدة أو مجلة أو خبر يحتاج إلى تعليق, هذا نوع من التفاعل والترابط بين المتحدث والسامع, وكونك تنبه على أمر تعتقد أنت أنه خطأ, أو تسأل عن أمر أو تنبه على صواب كان ينبغي أن يقال, هذا كله نوعٌ من التفاعل بين السائل والمتحدث.