وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم أرشد أصحابه إلى السؤال، مثلاً في حديث صاحب الشجة وهو حديث معروف، الصحابي الذي كان في سرية فأصابته شجة جرح في رأسه, وأراد أن يغتسل من الجنابة, فاستشار الصحابة وخشي على نفسه, فأمروه بالغسل, فاغتسل فمات, فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه كما في سنن أبي داود وغيره: {قتلوه قلتهم الله, ألا سألوا إذ لم يعلموا فإنما شفاء العي السؤال} إذا عجز الإنسان فإنه يسأل وسيجد الجواب لما عجز عنه.
وكان الصحابة رضي الله عنهم يسألون النبي صلى الله عليه وسلم حتى نهوا عن ذلك, كما في حديث أنس أنه قال: {نهينا أن نسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن شيء فكان يعجبنا أن يأتي الرجل العاقل من أهل البادية, فيسأل الرسول صلى الله عليه وسلم} يفرحون إذا جاء رجل أعرابي ليس منهي عن السؤال, يسأل النبي عليه الصلاة والسلام فيستفيدوا من سؤاله, جاءه أعرابي مرة, فقال: يا رسول الله، أرأيت الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم؟ رجل يحب الناس يحب الصالحين لكن ما وصل إلى درجتهم, فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: {المرء مع من أحب} وفي رواية {أنت مع من أحببت} .
وقائل هل عمل صالح أعددته ينفع عند الكرب فقلت حسبي سنة المصطفى وحبه فالمرء مع من أحب إذاً كان الصحابة رضي الله عنهم يفرحون بمن يأتي ويسأل الرسول عليه الصلاة والسلام عن أشياء حتى يجيب عن هذه الأسئلة, وقد ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم أثنى على بعض الصحابة مثل ابن مسعود بقوله: {إنه فتى الكهول، له قلب عقول، ولسان سئول} ويروى عن ميمون بن مهران أنه كان يقول: حسن السؤال نصف الفقه.