مواقف سلطان الأندلس

أما مواقفه فحدث ولا حرج, لعل الحديث عن مواقفه يطول ولعلها عجب من العجب, ولعلنا أحوج ما نكون في هذه الأيام التي ادلهمت الخطوب على المسلمين واختلط فيها الحابل بالنابل, والخطأ بالصواب, والحق بالباطل, وضل كثير من الناس عن سواء السبيل, وأصبحوا لا يعرفون بعض أصول عقائدهم، لا يعرفون مثلاً قضية الولاء والبراء, وأنها أصل من أصول عقائد أهل السنة والجماعة, ولا يعرفون قضية الفرق بين الشرع والسياسية، وبين الشرع والقانون, لعل المسلمين أحوج ما يكونون إلى تذكر مثل هذه المواقف، لعل الله أن يبعث من المسلمين من يجدد لهم مثل هذه المواقف الفذة.

يقول المنذر بن سعيد متحدثاً عن مواقفه وشجاعته: مقالي كحد السيف وسط المحافل أميز به ما بين حق وباطل بقلب ذكي قد توقد نوره كبرق مضيء عند تسكاب وابل فما زلقت رجلي ولا زل مقولي ولا طاش عقلي عند تلك الزلازل وقد حدقت حولي عيون اخالها كمثل سهام أثبتت في المقاتل يشير إلى أنه إذا صعد المنبر لا يهاب من الناس وكثرتهم ونظرهم إليه، ولا يبالي من كان يستمع إليه كبيراً أم صغيراً, له مواقف عجيبة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015