Q بعض الناس يتكلمون في أعراض العلماء، ويفضلون بعض الدعاة على بعض، فما نصيحتنا لهم؟
صلى الله عليه وسلم يا أخي، الرسول صلى الله عليه وسلم جاءه رجل من اليهود يشكو إليه بعض الأنصار أنهم ضربوه، لماذا؟ لأنه حلف بالذي فضَّل موسى على العالمين, فقام إليه رجل من المسلمين وضربه, أتقول هذا وأنت بين ظهراني رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال النبي عليه الصلاة والسلام: {لا تفضلوا بين الأنبياء، فإني أكون أول من يفيق يوم القيامة؛ فإذا موسى قابض بقائمة العرش، فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الصور؟؟} فالمقصود أن النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن التفضيل بين الأنبياء على جهة تنقص بعضهم من بعض, وإلا فإن الله تعالى يقول: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [البقرة:25] وقال عليه السلام: {لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير من يونس بن متى} وهكذا ينبغي أن يقال فيما يتعلق بتفضيل بعض العلماء على بعض, أو بعض الدعاة على بعض, لا يجوز أن يكون هذا مدعاة إلى التغاير والتباعد, واختلاف القلوب والتعصب، هذا يتعصب لهذا وهذا يتعصب ضده، ثم تقوم مناظرات ومجادلات ومقالات وكلام.
يا أخي! اشتغل بالعمل النافع -جزاك الله خيراً- دع عنك أهل العلم، ودع عنك أهل الدعوة, ودع عنك أهل الخير، دعهم لربهم الذي خلقهم فهو يتولَّى حسابهم, واشتغل بنفسك، قم بعمل ينفعك عند الله تعالى، دعوة، أو طلب علم أو جهاد أو خير أو بر أو معروف، فإن قلت: لا, قلنا لك على أقل تقدير قم بعمل ينفعك في دنياك، تجارة أو زراعة أو إدارة أو تعلم دنيوي, أو ما أشبه ذلك، ولا تكل لا هذا ولا ذاك، ما عملت لدينك ولا عملت لدنياك.