Q مسألة تعدد الزوجات؟
صلى الله عليه وسلم مسألة تعدد الزوجات قضية ينبغي أن نتحدث عنها بشيء من التفصيل, لأن المستمعين من الطرفين الرجال والنساء؛ فنحن ينبغي أن نقول الحق دون أن نداهن طرفاً على حساب الطرف الآخر, لكن ينبغي أيضاً أن يقال الحق كله لا يقال بعضه.
ولذلك أشير للإخوة إذا وقع في كلامي تقصير، على أنني ربما تكلمت عن هذا في مناسبات عديدة في مجموعة من الأشرطة المتعلقة بالرجل والمرأة, والعلاقات الزوجية، وأحكام الطلاق, وما أشبه ذلك، وهي موجودة ومتداولة، فعلى كل حال أقول: أولاً: إذا كان الإنسان يعيش مع أهله في سعادة وارتياح، وليس هناك ما يدعوه إلى تعدد الزوجات، فلماذا يتزوج بأخرى؟ لماذا يسارع في ذلك؟! أقول هذا ليس تنفيراً عن أمر أباحه الله عز وجل، ولكن لأنني أرى أن بعض الشباب قد يتعجلون في هذا الأمر وظروفهم المادية والنفسية والبيتية والاجتماعية, لا تسمح بذلك.
هذا جانب.
ثانياً: إن الذي يريد أن يتزوج بأخرى -غالباً- سوف تكون شروطه أقل, لأنه يقول: أنا معي زوجة، فأعلم أن الفتاة الجميلة -مثلاً- لن تقبلني، وأن الصغيرة لن تقبلني، إذاً هو سوف يتنازل عن بعض الشروط, ويتزوج بمن تكون أوصافها في نظره أقل، وهذه مقاييس كثير من الناس، مقاييش شكلية، وإلا فالواجب أن ننظر إلى مجمل المقاييس الشكلية والمعنوية: الأخلاق والدين والعلم والعقل وغير ذلك.
المهم أن بعض هؤلاء ينظرون هذه النظرة، فإذا تزوج الأخرى لم تعجبه, لأن الأولى أفضل منها, أو أجمل منها, أو أحسن منها, وربما عاش معها فترة أول الزواج لأنها جديدة, وكل جديد له لذة, ثم أعرض عنها وطلقها، وكانت بعد ذلك مشكلة ترتب عليها ضياع ماله عليه، وارتكاب الديون على ظهره, أنه ربما حطَّم مستقبل هذه المرأة، ربما حملت منه وأنجبت، وترتب على ذلك مشاكل عديدة كان في غنى عنها, لو أنه درس قرار الزواج الثاني دراسة وافية.
إذاً أنا لا أقول: لا تتزوج، فالله تعالى يقول وقوله الحق: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء:3] .
لكنني أقول بوضوح: ادْرِس قرار الزوجة الثانية دراسة متأنية قبل أن تقدم عليه، وإذا كنت درست قرار الزواج من الأولى شهراً, فادرس قرار الزواج من الثانية سنة، ولا يضرك أن تتأخر, فأنت لا زلت شاباً في مقتبل العمر.
ثانياً: إذا تزوجت بالأخرى فعليك بالعدل مع الزوجتين, فلا تنس الأولى أو أولادها, أو تأخذ من حقها, أو تنشغل بالثانية، أو حتى تنشغل بالأولى وأولادها, وأنك تسعى إلى تطييب خاطرها وتقصر في حق الثانية.
ثالثاً: على الإنسان إذا هم بالزواج وصدق عزمه في ذلك, ألا يميت زوجته الأولى مرات ومرات, كلما دخل عليها قال: يا فلانة! أريد أن أتزوج, أنا خطبت, أنا فعلت, أنا قلت, إن كان ولا بد فمرة واحدة, ولا داعي لأن يصفق قلبها صباحاً ومساءً بهذا الخبر الذي بالتأكيد لن يكون ساراً لها.