ومن ذلك أن الشيطان يأتيه من قبل عيب الآخرين، لأنه إذا عاب فلاناً فمعنى ذلك أنه نجا وسلم من هذا العيب الذي اتهم به غيره, فيقول: فلان والعياذ بالله لا يقوم الليل أبداً, وفلان ما رأيته صائماً أبداً, وفلان لا تجود يده بالخير على الرغم أنه أكثر مالاً مني, ومراده أن يقول: أنا لست كمثلهم، فلي حظ من صلاة وصيام وصدقة، ولو عقل لقال: لنفسي أبكي لست أبكي لغيرها لنفسي من نفسي عن الناس شاغل ولقال كما قال الشافعي: لسانك لا تذكر به عورة امرىءٍ فكلك عورات وللناس ألسن وعينك إن أبدت إليك معايباً فصنها وقل يا عين للناس أعين