إذاً الرياء في الأقوال والأعمال، هو أحد الأدواء القاتلة التي بها استحق هؤلاء النار والوعيد, فيكون ظاهر الإنسان العمل الصالح, أما باطنه فقد استقر على مراقبة المخلوقين، ورضي بثوابهم من ثواب الله تعالى, فيكفيه ما يناله من الناس من الحمد والثناء والإعجاب، وهذا نوع من النفاق كان السلف يتقونه ويخافونه, كما قال الحسن البصري رحمه الله: [[والذي نفسي بيده ما أمنه إلا منافق ولا خافه إلا مؤمن]] أي: الرياء والنفاق، فإنهم كانوا يخشون أن ترد أعمالهم، كما قال الله تعالى: {أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ} [الحجرات:2] قال البخاري رحمه الله: (باب مخافة الإنسان أن يحبط عمله وهو لا يشعر) ثم ذكر حديث ثابت بن قيس بن شماس الذي ربط نفسه في بيته، وغاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أياماً وهو يبكي ويصيح، ويقول: [[حبط عملي أنا من أهل النار]] حتى علم بذلك النبي عليه الصلاة والسلام فقال: {أخبروه أنه من أهل الجنة} .
ومداخل الرياء على النفس كثيرة جداً،, أذكر لكم في هذه العجالة أهمها، وسوف تبلغ -إن شاء الله- عشرين كما وعدت لكم في العنوان (عشرون طريقة للرياء) .