أغنى مناطق العالم هي أفقر مناطق العالم

الأمر الأول: تلاحظ أن أغنى مناطق العالم، هي أفقر مناطق العالم، فليس سراً أن أغنى مناطق العالم هي بلاد المسلمين، أغنى مناطق العالم بالثروات: البترول وغيره، أغنى مناطق العالم بوجود المنافذ المهمة والمواقع الحساسة: الجوية، والبرية، والبحرية، والمضايق التي يحتاج إليها العالم، أغنى مناطق العالم بالكثافة العددية والبشرية، ومع ذلك فهي أفقر مناطق العالم، فلا يوجد مستوى لدخل الفرد أقل مما يوجد في البلاد الإسلامية، وأفقر بلد في العالم اليوم هو الصومال -مثلاً- بلد إسلامي عربي، وعضو في الجامعة العربية، وأفقر بلد في العالم بنجلادش، وهو بلد إسلامي، وهكذا تجد الدول الإسلامية الأخرى، هي أفقر بلاد العالم، وأقل مستوى لدخل الفرد هو في تلك البلاد الإسلامية.

ولعل من الطريف أن تعلم أن الغرب يوزع خيرات المسلمين على المسلمين، فهذه الإغاثات التي تنقلها الأمم المتحدة -مثلاً- إلى الصومال، من أين هي؟ هل هي من كد جبينهم، ومما عملت أيديهم، كلا.

إنها بعض ثروات المسلمين، وبعض خيرات المسلمين، التي استطاع الغرب بخبرته، وسبقه، وذكائه، وسياسته، استطاع أن يمتصها؛ فهو يمتصها في بنوكه، ويمتصها في مصانعه، ويمتصها في ميزانياته، ويمتصها في وزارات دفاعه واقتصاده، وغيرها من البلاد الإسلامية، ثم يجعل جزءاً يسيراً منها إلى البلاد الإسلامية المنكوبة، وهذا الجزء اليسير، إنما يستخدمه الغرب لتنصير المسلمين، ولعلك تعجب أكثر حينما تعلم أن هناك أموالاً جمعها المسلمون في مساجدهم، وبلادهم، ومجتمعاتهم، قامت منظمات صليبية بتوزيعها على المسلمين أيام الفيضانات، أو أيام المجاعات، سواءً في بنجلادش أو في كشمير أو في البوسنة والهرسك وغيرها، وأحياناً منظمات ألمانية نصرانية، تقوم بتوزيع بعض أموال المسلمين التي جمعت هنا على المسلمين في البوسنة والهرسك أو غيرها من البلاد.

وأعجب من ذلك -أيضاً- أن الغرب يتكلم عن -صندوق التنمية- صندوق دولي للتنمية يقوم بمساعدة الدول الفقيرة، أو الدول النامية، أو دول العالم الثالث كما يسميها، وهذا الصندوق أمواله من البلاد الإسلامية، وبالذات من دول الخليج العربي، والذي يقوم بإدارته، هي أمريكا، وتوزعه على المناطق الفقيرة، وهذا يذكرني بنكته يتناقلها العوام، يقولون: "إن رجلاً مغفلاً، جاء إلى أحد الأغنياء الأذكياء، فقال الغني له يا فلان: إنني سمعت أن هناك منطقة في الصحراء المحيطة بنا، يوجد فيها الكمأ، فأريدك أن تذهب لتلتقط الكمأ لي، مناصفةً بيني وبينك، فهزَّ الفقير رأسه وذهب موافقاً وركب حماره، وفي أول يوم ذهب إلى تلك المنطقة، فأصبح يبحث في الأرض، ويلتقط الكما، ثم وصل إلى هذا التاجر فقسمه بينه وبينه مناصفة، أعطاه نصفه وأخذ النصف، وفي اليوم الثاني ذهب الفقير إلى المنطقة نفسها، وبدأ يلتقط أيضاً من الأرض، فلما كان في عرض الطريق أصابته صحوة فهز رأسه، وقال: الحمار حماري، وأنا أنا، والأرض لله، والمطر من الله، وأنا أعطي هذا التاجر نصف ما أجمع، هذا لا يصح!! فألقى بها في الأرض، ورجع بلا شيء! لماذا؟ لأنه يريد أن يحرم هذا التاجر من هذا الكمأ، فانظر كيف عالج هذه المشكلة، فهذه النكتة، هي فعلاً ما يقع الآن.

بنك أو صندوق للتنمية العالمية يُنفقُ عليه المسلمون، وتديره الدول الغربية، إذاً هو سوف يخدم مصالح الغرب في بلاد المسلمين، وبناءً عليه سوف يستطيع المسلمون، أن يحققوا ويضمنوا مصالح الدول الغربية في بلادهم بأموالهم، والأمر لله من قبل ومن بعد، وقد ذكر الله عز وجل عن بعض المعاندين والمكابرين من أهل الكتاب أنهم يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين، وهذا اليوم مع الأسف أصبح تشبهاً من المسلمين بأعدائهم، فهم يخربون بيوتهم بأيديهم، وأيدي الكافرين، هذه إحدى المضحكات المبكيات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015