هذه أخبار عن البوسنة والهرسك، وقد جاءتني أمس وهذه الأخبار نوعاً ما قديمة، عن أن الجيش يستمر في نهب المسلمين وإرهابهم في مناطق شرق البوسنة، وحصار محطات الهاتف - الاتصال الهاتفي والبث التلفزيوني - وتوجيهها إلى بلجراد، كما يهدد بشلل حركة الاتصال كليّاً، وقد تم ذلك في بعض المناطق؛ وهذا النوع من الإرهاب لم يعهده العالم من قبل؛ حيث أدى إلى عزل الجمهورية عن العالم.
وفي منطقة سراييفو يجري سحب المعدات العسكرية من ثكنات الجيش، كما يستمر تهجير العوائل إلى صربيا تحت حراسة مشددة المهم: نشرت الصحف أخباراً مزعجة جداً، بل نشرت صوراً أكثر إزعاجاً نشرت صورة الصربي القناص، وهو يوجه بندقيته إلى المسلم الذي جعل له ظهره؛ فيرديه قتيلاً، برصاصات يسددها إلى رأسه، ثم تأتي زوجته لتنكب عليه فيرد بها هي الأخرى.
وصورة ثالثة لصربي كافر نصراني، يضع قدمه على وجه هذه المرأة المسلمة دون رحمة ولا هوادة، كل ذلك يحدث على مرأى ومسمع من العالم.
الأمر الذي طال العجب منه: أن الإذاعات والصحف، ووكالات الأنباء، أعلنت أمس، أن لقاءً سرياً تم بين الصرب والكروات، وكلهم من النصارى، وقد قلت: إن أخطر ما نخافه؛ أن يجتمعوا على حرب المسلمين، وحدث هذا فعلاً؛ فقد التقوا في فينا في النمسا، التقوا واتفقوا على تقاسم الأرض الإسلامية، وتقاسم التركة الإسلامية؛ بعضها للكروات، وبعضها للصرب، والأغرب والأعجب من ذلك: أن المسلمين لم يحضروا الاجتماع، ولم يدعوا إليه، وليس لهم من الأمر شيء.
ويقضى الأمر حين تغيب تيمٌ ولا يستأذنون وهم شهود والأغرب والأدهى والأمرّ: أن دول المجموعة الأوروبية التي اعترفت سابقاً بالبوسنة والهرسك، أنها قد أقرت هذه القسمة، وأعلنت القبول بها، بل إن ذلك الاجتماع كان عن تخطيط مسبق من دول المجموعة الأوربية، وأنا أقول لكم بملء فمي: أبشروا أيها المسلمون! أتاكم نصر الله عز وجل لقد أصبح النصارى الآن أكثر وقاحة، وجرأة من ذي قبل، وأصبحوا يعلنونها حرباً صليبية شرسة! ونحن نعلم أن المسلمين من المشرق إلى المغرب، حين يعرفون، ويدركون أن الحرب حرباً دينية، تستهدف عقائدهم وأخلاقهم، والله لا يقف في وجههم شيء! فليبشر المسلمون، وليدركوا أن مثل هذه الأمور لن تزيدنا إلا يقظة -بإذن الله تعالى- وصبراً وإيماناً بوعد الله عز وجل بل معرفةً بقرب النصر: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ} [يوسف:110] .