مشاركة شعرية أخرى

Q هذه قصيدة لها قصة، وهي مشاركة أيضاً بعث بها إليَّ أحد الإخوة، وكنت وأنا صغير في المتوسط -أقرأ قصائد في بعض المجلات الإسلامية، وخاصة مجلة كان اسمها: الشهاب، وكانت تصدر من لبنان، فكان يشتريها بعض أقاربي فتقع في يدي، فأشتريها وأجد فيها قصائداً لشاعر فلسطيني اسمه الدكتور: عبد الرحمن بارود، فأحفظ كثيراً منها، وأكتبها في دفتر عندي، فسمعت أن هذا الدكتور يدرس في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، فتمنيت أن ألقاه لأسأله عن قصائده، ولقيته فعلاً فسألته عن تلك القصائد، فقال لي: إنها ضاعت ضمن ديوان أخذ منه حين سجن في مصر، وكان سجن فيه سبع سنوات، وضاع ذلك الديوان، فقلت: إني كنت أحتفظ بها زماناً، فدعاني إلى أن أزوده بها، فقرأت عليه بعض تلك القصائد، فوجدت أنه قد نسيها، حتى إنه أنكر أحدها وقال: ليست لي!! فلما أعدتها عليه تذكرها، ثم بعث لي -جزاه الله خيراً- ببعض القصائد التي عنده، ومنها قصيدة جميلة جداً، أقرأ عليكم شيئاً منها، عنوانها: (صريع الهوى) ، وهي مناسبة لموضوع اليوم، كما إنها مناسبة لموضوع قادم إن شاء الله بعنوان: مصارع العشاق يقول: صريع الهوى غرتك وهي غرور وعمرك طيرٌ من يديك يطيرُ رمتك ابنة للدهر في طرفها الردى تناذرها الركبان وهي نذير إذا أقبلت أنست أخا اللب لبه وهان عليه الرق وهو أمير عروس بلا قلب يطيف بها الورى لها من سويداء القلوب ستور ولولا الهوى لم يهو في النار من هوى ولا عقرت أهل الحلوم عقور لها شرك من ينج منه فقد نجا حبائله كالسيف وهي حرير تُغير وتمضي كالخيال وخلفها دماءٌ ودمع واكف وقبور عشاء ضحى والليل داجٍ ومخبر أصيلاً سُحيراً والبلاد حرور فيا لك ركباناً على البيد كالقطا وفوقك عُقبانٌ عتت ونسور أطارت رماة الدهر قوس قديمة ورام بحبات القلوب خبير فكن واحد الدنيا فأنت وريقة على طرق الركبان منك كثير لقن كل ريح في قفار مخوفة لهن عواءٌ تارةً وصفير يخاطب العاشق وصريع الهوى يقول: إلهك ليلى ما لنا فيك حيلة عليها قصرت العمر وهو قصيرُ ذللت فعزت واستقدت فقيدت فأنت بأغلال الحديد جدير قعدت وجدَّ الطيبون إلى الحمى ولذَّ لك الخطبان وهو مرير ولو حدقت عيناك حولك لحظة رأيت الرحى السود وهي تدور فيا عجباً أدبرت والدهر قُلَّبٌ ولله في الدنيا صباً ودبور أما أنت إذْ ألقى ألست بربكم علينا وللأقلام ثم صرير فقلنا بلى قال المواثيق بيننا وأنت سميع يوم ذاك بصير يعني إنك كنت موجوداً يوم أخذ عليك الميثاق {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف:172] .

قصمت عراها يا خؤون ولم تزل عليك شهودٌ منك فيك حضور الشهود هي: الجوارح.

ورثت تراثاً لست تعرف قدره وأُلبست تاجاً أنت عنه صغير فسقياً لعهد بالديار إذ الحصى قناديل في جوف الظلام تنير قرونٌ خلت كانت لباباً قشورها وفي قرننا هذا اللباب قشور وذرية كالذرِّ قدراً وقدرةً على ظهر سيل حيث سار تسير إذا مجها التيار ظلت نفاية وما لنفايات السيول شعور تعهدها إبليس حتى تهودت وعلمها الملعون كيف تغيرُ أكل أبي جهل لديكم مؤلَّهٌ وأنتم قرابين له وبخور تصوغون عار الدهر تيجان عسجد وكلٌ يولي والحساب عسير تعفن وجه الأرض حتى تسمم الجنا وتعادت أفرع وجذور وإعصار جنكيز يدوي وبحره رعودٌ وليل عاصف وهدير هي الحرب في كل الميادين خلفها مراجل قار في الصدور تفور هي الحرب فانظر هل هناك بقية من الدار وانظر هل هناك ثغور يدير رحاها ألف كسرى وقيصر وألف حييّ للمدير مدير أعز ضحاياها القلوب تخالها خرائب بُصرى ليلهن دهور لك الله يا أقصى تقنعت باكياً وكل صناديد الرجال أسير بكيت وأيدي الجاهليات تلتقي عليك وعجل السامري يخور فجازاك ربي يا غثاء ألا ترى إلى أي درك في الوحول تغور ملايين يا ليت الملايين لم تكن ويا ليت أرض الجاهلية بور وسرب من الإنس السماواتُ تحته ووجهته عرش المليك يزور ربيب المقادير الأعز كأنه من القرب والحب المقدس نور على لهب المأساة أحكم صقله فليس له في العالمين نظير يروع حيياً طيفه كل ليلة إذا جاء يومي لا تقيك جحور غداً يأخذ الإيمان مجراه عنوة ويعتق أقنان ويحرق نير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015