الجانب الإيجابي للهاتف

الورقة التاسعة والأخيرة: كل الحديث الذي مضى، أو غالبه أو جله، عن الجانب السلبي، أما الجانب الإيجابي في هذا الجهاز الحساس، فهو الأصل: فهو اختصار للوقت، وتسهيل للاتصال بالقريب والبعيد، وغنية عن اللقاء، حين يتعذر اللقاء أو يتعسر، أو يمتنع شرعاً أو واقعاً، وفرصة للدعوة إلى الله، وشكر من يستحق الشكر، ونصيحة من يحتاج إلى نصيحة، وتواصل بين الشرق والغرب، وأداة تيسير العلم وسهولة الحصول عليه، ومعرفة حكم الله -تعالى- ورسوله صلى الله عليه وسلم فيما ينزل بالإنسان، وقناة للتعرف على الأحوال والمتغيرات، ومجال لتبادل الناس في أمور معاشهم.

وعلى كل حال: فهو من الإنجازات العلمية الهائلة بكل تقدير، وعلى رغم مضي أكثر من مائة وخمس عشرة سنة على اختراعه، فهو لا زال ينافس أحدث المخترعات الأخرى التي ساهمت في صياغة حياة الإنسان في هذا العصر، وبعد هذا وقبله لا أعجب أن يخرج علينا صحفي غداً، أو بعد غد؛ ليقول: إن فلاناً يحرم استخدام الهاتف! فقد دأب بعض الناس على تحريف الكلم عن مواضعه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015