Q ما هو الجهاد المطلوب من المرأة في هذا الزمن العصيب، الذي يحارب فيه الإسلام جهاراً نهاراً، مع ملاحظة وجود العدو في أرض المسلمين مثل اليهود الذين يحتلون أقطار شتى من الوطن العربي، والذين يجندون جميع الشعوب من أجل خدمة الصهيونية، وكذلك وجود الصليبيين بشكل رسمي وغير رسمي في كثير من بلاد المسلمين، والله المستعان؟!
صلى الله عليه وسلم أولاً: من أبرز صور الجهاد أن تصل المرأة إلى هذه الدرجة من الوعي في إدراك حقيقة الموقف الذي تعيشه الأمة الإسلامية، وأن المرأة حينئذٍ ينبغي أن تكون في خندق المواجهة مع أعداء الإسلام وخصومهم.
ثانياً: ينبغي أن ندرك أن هذا الوقت الذي نعيشه هو وقت الجهاد بالدعوة والإصلاح والتربية، فإن الأمة المسلمة وإن كانت تواجه حرباً في فلسطين، أو في البوسنة والهرسك، أو في أكثر من بلد إسلامي إلا أنها مع ذلك لم تصل إلى حد درجة المواجهة الواضحة المكشوفة مع العدو النصراني اليهودي، وأعتقد أن هذه المواجهة سوف تأتي غير بعيد كما تؤشر إلى ذلك كثير من الأحداث، وعلى سبيل المثال: قرأت تقريراً يتكلم عن كثير من المسلمين في دول البلقان، وأنتن تسمعن كثيراً أخبار المسلمين في البوسنة والهرسك، وكيف وصل الحال إلى حد محاولة التصفية للوجود الإسلامي، هؤلاء المسلمون الذين يقتلون ليسوا من المسلمين الأتقياء الذين يقومون الليل ويصومون النهار، هم مسلمون عاديون، حتى إن بعضهم لا يصلي وبعضهم بعيد عن الإسلام، ولكن لهم انتماء ديني، وعندهم شعور بالإسلام، وعندهم استعداد للتعلم.
فالنصارى لا يطيقون وجود إنسان مسلم أصلاً، أو اسمه محمد أو عبد الله أو غير ذلك، ولا بد من القضاء عليه.
والمسألة الآن مسألة تصفية جسدية وقضاء على الوجود الإسلامي مع تأييد واضح من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها لهذه العملية التنصيرية، حتى نجد أن بطرس غالي هذا النصراني المتعصب أصبح يعترض على تدخل الأمم المتحدة في تلك البلاد، ويطالب بأن تتدخل في الصومال وغيرها من البلاد الإسلامية، من أجل منع المسلمين من الوصول إلى السلطة، ولكنه يمنعها ويحارب تدخلها أو وصولها إلى داخل البوسنة والهرسك؛ لأنه يريد أن يتمكن بني جنسه وبني دينه من القضاء على المسلمين.
وقرأت تقريراً يقول: إن هناك مخاوف تتزايد في بلاد الغرب أن تتطور هذه الحرب إلى معركة دامية في جميع دول البلقان، وأن المسلمين مثلاً في كوسوفا وهي واقعة تحت حكم الصرب، وعددهم يزيد على مليونين ويشكلون (90%) من هذه الولاية أنهم الآن قد طالبوا باستقلالهم، وقد عينوا لهم رئيساً، ويطالبون دول العالم بالاعتراف وفي حالة ما إذا لم تعترف دول العالم بهم فإنهم يجمعون الآن أسلحة ويخزنونها، وربما يقومون بثورة عارمة وقوية، فإذا قام المسلمون فلا شك أن الصرب سوف يجدون أنفسهم بين فكي الكماشة، فالمسلمون في البوسنة والهرسك يقاتلونهم، والمسلمون في كوسوفا يقاتلونهم، فضلاً عن وجود للمسلمين في الجبل الأسود، ووجود المسلمين في ألبانيا وغيرها من الدول، وربما كانت هذه شرارة لحرب ضروس بين الإسلام وأعدائه، ولكن لا يزال الأمر دون ذلك، وهذا لا يعدو أن يكون تحليلاً أو توقعاً، فالميدان الذي نتطلب أن يكون الجهاد فيه هو الجهاد بالدعوة، الجهاد بالتعليم، الجهاد بالتربية، الجهاد بالإصلاح، الجهاد بالمشاركة المالية؛ فهذا من أكثر ما نحتاجه من الأخوات المسلمات.