ففي وسط هذا البحر اللجي المتلاطم من ألوان المنكرات نفرح بهذه البوادر الكبيرة المشجعة من وجود نشاط إسلامي نسائي متميز، وأقول: أنتن بهذا العمل الذي تقمن به تمثلن الخط الأصيل للأمة وهذا هو الأصل، ونحن ندرك أن المجتمع المسلم هو المجتمع الذي يتمكن الإنسان فيه من الاستقامة، وإذا كانت المرأة منحرفة فأنَّى للإنسان أن يستقيم والمرأة تقول له: هيت لك، هل ننتظر من الرجال أن يكونوا دائماً وأبداً -حتى وهم في سن المراهقة وفى سن طيش الشباب- أن يكون الواحد منهم يوسف تقول له امرأة العزيز: هيت لك، فيقول: معاذ الله! إنه ربي أحسن مثواي، كلا؛ بل نجد في الشباب وفي الرجال الضعف، ونجد فيهم الميل، ونجد فيهم الدوافع الغريزية، ونجد فيهم تسلط الشيطان، ولذلك ينبغي أن نعمل على إصلاح المجتمع حتى لا يجد الإنسان في ذلك المجتمع عقبات كبيرة تمنعه من الاستقامة على الطريق الصحيح.