يجب أن تكون المرأة مشاركة في الدروس العلمية التي تقام في البلاد، وفى المحاضرات العامة دون أن تنتظر أن تكون هناك دائماً وأبداً محاضرات ودروس ونشاطات تخصها دون غيرها، بل إذا وجدت هذه النشاطات فهذا نور على نور، ومع ذلك ينبغي أن يكون ثمة وجود ظاهر حقيقي وقوي للمرأة في الدروس، والمحاضرات، والنشاطات، والندوات، وسائر الأعمال التي تقيمها المؤسسات الإسلامية والمؤسسات الخيرية، والشخصيات العلمية في البلاد، فننتظر أن تكون المرأة موجودة في المسجد الذي تقام فيه المحاضرة، أو تقام فيه الندوة، أو يقام فيه الدرس العلمي، وأن تستمع كما يستمع الرجال، وتشارك كما يشاركون، وتسأل كما يسألون، وتفهم كما يفهمون، وتتواصل مع تلك النشاطات، وتشعر أن من مهمتها دعم هذه النشاطات، وتقوية وتكثيف الحضور لها.
وبالمقابل كما نطالب المرأة بالمشاركة والحضور نطالب أولئك القائمين على النشاطات العامة الإسلامية في المجتمعات القائمين على الدروس والمحاضرات والندوات أن يكون للمرأة من موضوعاتهم نصيب، وأن يكون ثمة خطاب وعلاج لقضايا المرأة وموضوعاتها سواء الموضوعات الاجتماعية، أو الموضوعات الشخصية، أو الموضوعات العلمية والثقافية، أو الدعوية، أو غيرها بحيث يكون هناك تواصل حقيقي بين تلك النشاطات العامة التي لا نقول: إنها تخص الرجال، ولو كان الذين يتولون إلقاءها هم من الرجال -أيضاً-، يكون هناك تواصل من كلا الطرفين، فالطرف الأول المرأة، تتواصل مع تلك النشاطات، بالحضور والمشاركة والتشجيع والسؤال، والطرف الثاني القائمون على تلك النشاطات يتواصلون مع الرجال والنساء من خلال اختيار الموضوعات، ومعالجتها، وطرحها.