الإيمان بأنه خاتم النبيين

وبعد الإيمان بنبوته ورسالته صلى الله عليه وسلم؛ لا بد من الإيمان بأنه خاتم النبيين، وأن الرسالات قد ختمت به صلى الله عليه وسلم.

ولذلك كان من اليهود من آمنوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم رسول ونبي؛ ومع ذلك ما نفعهم هذا، ففي صحيح مسلم عن ثوبان رضي الله عنه: {أن يهودياً جاء إلى الرسول صلى الله عليه سلم، فقال: السلام عليك يا محمد! قال ثوبان: فدفعته في صدره دفعة شديدة، كاد يسقط منها! قال: لما دفعتني؟ فقلت له: ألا تقول: السلام عليك يا رسول الله؟ قال: أنا اسميه باسمه الذي سماه به أهله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن اسمي الذي سماني به أهلي محمد، ثم قال اليهودي: يا محمد! إني سائلك عن مسائل، قال صلى الله عليه وسلم: هل ينفعك إن أخبرتك -أي: هل تستفيد- قال: أسمع بأذني -لن يستفيد إلا مجرد السماع بأذنه- فقال له صلى الله عليه وسلم: سل عما تريد، قال: أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض؟! -في ذلك الموقف أين يكون الناس؟! - قال: هم في الظلمة دون الجسر -والجسر هو الصراط- قال: فمن أول من يجوز؟ -من هو أول من يجتاز الصراط؟ - قال: فقراء المهاجرين، قال: فما أول طعام يأكلونه في الجنة؟ قال: زيادة كبد الحوت -الزائدة الموجودة في كبد الحوت- قال: فما غذاؤهم عليها؟ قال: ثور يأكل من أنحاء الجنة، قال: فما شرابهم؟ قال: من عين تسمى سلسبيلاً، قال: إني سائلك سؤالاً لا يعلمه إلا نبي، أو رجل، أو رجلان ما الذي يجعل الولد ينزع إلى أبيه، أو ينزع إلى أمه؟ قال: ماء الرجل أبيض غليظ، وماء المرأة أصفر رقيق، فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أَذْكَر بإذن الله، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنث بإذن الله -ماذا قال هذا اليهودي الحبر؟ - قال: صدقت وإنك لنبي} ومع ذلك بقي يهودياً كافراً وهو من ضمن المعاني التي تخلفت عند هؤلاء اليهود فلم تنفعهم شهادتهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015