ولا بد من أمر رابع وهو: محبة النبي صلى الله عليه وسلم من القلب: فلابد من محبته وتقديم هذه المحبة، على النفس، والولد، والوالد؛ ولذلك في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين، فقال عمر: والله يا رسول الله! لأنت أحب إلي من كل شيء، إلا من نفسي، فقال: لا تؤمن حتى أكون أحب إليك من نفسك، فقال: والله يا رسول الله! لأنت الآن أحب إلي من كل شيء، حتى من نفسي، فقال: الآن يا عمر} أي: الآن حققت الإيمان.
فهناك إيمان كامل، وكمال الإيمان لا يتحقق إلا بتحقق كمال المحبة، لكن -أيضاً- أصل الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم لا يتحقق إلا بوجود أصل المحبة، بمعنى: لو وجد إنسان لا يحب النبي عليه الصلاة والسلام -والعياذ بالله- أو يبغض النبي عليه الصلاة والسلام، فهو غير مسلم، وغير مؤمن به صلى الله عليه وسلم؛ لكن لو وجد إنسان يحب النبي صلى الله عليه وسلم -لكن قد لا يدرك بالضبط ما مقدار هذه المحبة- فحينئذٍ يكون له من الإيمان بقدر ما للنبي صلى الله عليه وسلم في قلبه من المحبة.