اللازم الآخر: هو الاعتراف بربوبية الله جل وعلا: بأنه الرب، ومعنى الرب: أي المتصرف في الأكوان؛ فهو الذي يخلق ويرزق ويحيي ويميت، وهو الذي يكور الليل على النهار، ويكور النهار على الليل، ويصرف الأقدار النازلة بالناس؛ والاعتراف -أيضاً- بهذا القدر لا بد منه في شهادة أن لا إله إلا الله، وهو ضروري لها.
ولكنك أيضاً تجد أن الخصومة بين الأنبياء وأممهم لم تكن على هذا؛ بدليل: أن الناس الذين بعث فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم، كانوا يقرون بهذا الأمر قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [لقمان:25] .
وفي آيات كثيرة يبين الله عز وجل إيمانهم بأنه هو المالك قال تعالى: {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِسَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ * قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ * قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ} [المؤمنون:84-89] وهكذا يعترف الكفار الذين رفضوا أن يقولوا: لا إله إلا الله؛ يعترفون بألسنتهم بأن المتصرف بالأكوان هو الله وحده.
إذاً: فالمسلم مع أنه مطالب بأن يعرف معرفة حقيقية، أن الرب المتصرف المدبر للأمور هو الله؛ إلا أن هذا ليس هو المعنى الذي قصده الأنبياء -أصالة- عندما دعو إلى لا إله إلا الله؛ فعارضتهم أممهم في ذلك.