إجابة دعاء أتباع الرسول

وتلقى هذا الإرث النبوي الكريم أصحابه الأطهار وأتباعه الأخيار، فكان الصالحون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم؛ إذا دعوا الله عز وجل جاءت دعوتهم مثل فلق الصبح.

أ/ الإجابة لسعد بن أبي وقاص: هذا سعد بن أبي وقاص، كان مستجاب الدعوة، فإذا دعا لأحد أو دعا على أحد أجابه الله عز وجل، قام رجل من الناس فأساء إلى سعد بن أبي وقاص، وظلمه وكذب عليه، فدعا عليه، فأجابه الله تعالى.

وتفصيل ذلك أن أهل الكوفة، كان سعد بن أبي وقاص أميراً عليهم، فاشتكوه إلى عمر، وقالوا: إن هذا الأمير فيه كذا وكذا، حتى إنهم قالوا: إنه لا يحسن أن يصلي.

فدعاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه الأمير العادل المنصف وقال لـ سعد: إن أهل الكوفة شكوك في كل شيء، حتى قالوا: إنك لا تحسن أن تصلي.

قال سعد: أما إني أصلي بهم كما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، أطيل في الأوليين، وأخفف في الأخريين.

فقال عمر رضي الله عنه: ذلك الظن بك يا أبا إسحاق.

ثم أرسل عمر رضي الله عنه لجنة لتقصي الحقائق، فذهبت هذه اللجنة إلى الكوفة، وبدأت تقف في أسواق الناس، وفي مساجدهم، وتسألهم: ماذا تقولون في سعد؟ فيقولون: لا نعلم إلا خيراً.

حتى دخلوا على مسجد لبني عبس، فقالوا لهم: ما تقولون في أميركم سعد بن أبي وقاص؟ قالوا: لا نعلم إلا خيراً.

فقام رجل مراءٍ، وقال: أما إذ سألتنا فإن أميرنا سعداً لا يقسم بالسوية، ولا يسير بالسرية، ولا يعدل في القضية.

رجل فيه ظلم وحيف وإجحاف وجبن وخوف، ولا يساهم في المعارك.

فقام سعد بن أبي وقاص وقال: [[اللهم إن كان عبدك هذا قام رياءً وسمعة، فأطل عمره، وأطل فقره، وعرضه للفتن]] والقصة في صحيح البخاري ومسلم، فطال عمر هذا الرجل حتى سقط حاجباه على عينيه من الكبر، وطال فقره حتى إنه يمد يده يتكفف الناس، وتعرض للفتن حتى إنه كان على رغم فقره وشيخوخته وهرمه، يقف في الأسواق يتعرض للجواري يغمزهن، فإذا قيل له في ذلك قال: شيخ كبير مفتون أصابتني دعوة سعد.

ب/ الإجابة لسعيد بن زيد: وكذلك ورث هذا الميراث النبوي الخالد سعيد بن زيد رضي الله عنه، فإن امرأة يقال لها: أروى بنت أوس، شكته إلى مروان بن الحكم أمير المدينة، وقالت: إنه أخذ شيئاً من أرضها، فقال سعيد بن زيد: [[أنا أخذت شيئاً من أرضها، بعد الذي سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال له الأمير مروان: وماذا سمعت من الرسول صلى الله عليه وسلم؟ قال: سمعته صلى الله عليه وسلم يقول: {من اقتطع شبراً من أرض طوقه الله يوم القيامة من سبع أراضين} ]] فقال مروان بن الحكم: لا أسألك بعد هذا بينة، يكفيني قولك هذا.

ثم قام سعيد بن زيد يدعو على هذه المرأة التي شوهت سمعة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ونسبت إليهم ما هم منه أبرياء، من الظلم والحيف والطمع في الدنيا، فقال: [[اللهم إن كانت كاذبة، فأعمِ بصرها، واجعل ميتتها في هذه الأرض]] قال الراوي عروة بن الزبير، والحديث أيضاً في البخاري ومسلم قال: [[فلقد والله عمي بصرها، حتى رأيتها امرأة مسنة تلتمس الجدران بيديها، وكان في هذه الأرض بئر، فبينما كانت تمشي في أحد الأيام سقطت في البئر، فكانت قبرها، وأجاب الله تعالى دعاء سعيد بن زيد]] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015