Q أنا شاب ملتزم ولكن زوجتي عكس ذلك, فهي تلبس الملابس الضيقة، وتتشبه بالكافرات في بعض ملابسها, وتشاهد التلفاز، وحاولت إقناعها والتوضيح لها بسوء فعلها, ولكن لا فائدة, فما نصيحتكم؟ فإنني في حرج، وقد شكوت لعدد من أصحابي ووجدت أنهم يقعون فيما أنا واقع، فهل أطلقها، علماً أن حالتي المادية لا تسمح لي بالزواج مرة أخرى فما نصيحتكم؟
صلى الله عليه وسلم أولاً: هذا يذكرنا بضرورة البحث عن القرينة الصالحة حين يهم الإنسان بالزواج, فإن الزواج شركة حياة, ليست رفقة سفر تنتهي في أيام أو ليالٍ, بل هي رفقة عمر، بل هي حتى في الآخرة فالمؤمنون يلتقون في الجنة, ونتائج هذه الشركة الأولاد الذي هم فلذة كبد الإنسان, فعلى الشاب -حين يريد الزواج- أن يبحث عن القرينة الصالحة الطيبة, مهما طال به الأمر.
بعض الإخوة الشباب، قد يُغَلِّبون -بسبب السن التي يعيشونها وضعف التجربة- يغلبون العناية بالنواحي الجسمية, البحث عن ذات الجمال، وهذا ليس خطأً في نظري, لأن الإنسان له غرائز فطرية طبيعية من الصعب على الإنسان تجاهلها.
ولكن لا ينبغي أن يكون الجمال هو المقياس الأول والأخير في هذا الباب, قد يتنازل الإنسان عن مستوى معين من الجمال إلى أقل منه؛ تحصيلاً للخلق، لأن الجمال في الحقيقة هو جمال الخلق وجمال الروح, والإنسان يجد ذلك فيما يتعلق بالرجال بعضهم مع بعض في واقع الحياة، قد تجد إنساناً ليس له صفات تدعو إلى الإعجاب به، لا مال، ولا جمال، ولا جسم، ولا منطق, ولكن إذا عاشرته شعرت بشدة المحبة له, وآخرون على النقيض من ذلك.
فالجمال هو جمال الروح.
أما عن مثل هذه المشكلة: فالذي أعلمه أن الزوج إذا كان قوي الشخصية، فهو قوي التأثير على زوجته, لكن عليه أن يراعي في ذلك أموراً: أولاً: لا يتعسف الخطى, إذا كانت هذه الفتاة نشأت في بيت منحرف؛ فمن الصعب أن تعدلها بين يوم وليلة, بعض الإخوة يتصورون أن إنكار المنكر يكون بأن تقول: هذا خطأ وهذا حرام والدليل كذا.
ثم ينتهي الأمر, ليس بلازم، وهذا قد يفيد فيمن كان فعله للمنكر بسبب الجهل, لكن قد يكون فعله للمنكر بسبب الهوى وإن كان يعلم أنه منكر، ومثل هذا يحتاج إلى علاج أطول, وصبر وأناة، فلا بد لهذا الأخ ومن كان على شاكلته من سعة البال وطوله، والصبر في هذا الطريق.
ثانياً: لا بد من استخدام الوسائل المختلفة، من وسائل الترغيب والترهيب, واستخدام المواقف, فبعض المواقف لها تأثير في النفس, فلا بد أن المرأة مؤمنة، والمرأة بطبيعتها ذات عواطف, عندما تقرأ عليها قول الله وقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الترغيب في الجنة، وتكرر هذا الكلام مثنى وثلاث ورباع وغير ذلك وتستمر عليه، فلو كانت من حجر لتأثر قلبها, لكن كون العلاقة بينك وبينها مجرد أوامر، كأنك عسكري يصدر أوامر, تقول: هذا لا يصلح.
افعلي هذا.
اتركي هذا.
قد لا تستجيب, لكن على الإنسان أن يلتمس المداخل المناسبة للتأثير.
وكذلك على الإنسان أن يحرص على ربط هذه المرأة بأخوات صالحات, لأن المرأة قد تؤثر في المرأة، والحمد لله المجتمع عامر بالفتيات الطيبات, فيبحث عن بعض هؤلاء الطيبات ويصل بهن زوجته حتى تتأثر بهن، والإنسان الحكيم لا تعييه الوسيلة المناسبة لتحقيق ما يريد.