الموقف من الوسائل المسموعة والمقروءة والمرئية

ينبغي أن نعرف ما هو الموقف من هذه الوسائل.

أولاً: لا بد من اختيار الجيد المفيد: الكتاب المفيد, المجلة المفيدة, المقالة المفيدة, البرنامج المفيد, وتجنب ما يضر بالدين والأخلاق وهو الأغلب.

فكم من مجلة صالحة هي تعد بالأصابع, قد تقول: هناك مجلة الدعوة، ومجلة المجتمع، وهناك مجلة البلاغ، ومجلة البيان، ومجلة التوحيد، عشر مجلات أو عشرين, لكن كم يوجد في السوق من مجلة منحرفة؟! أعتقد أنها تعد بالآلاف، من مجلات للفن والرياضة والسينما، والمرأة إلى غير ذلك وقل مثل ذلك في أي وسيلة أخرى من الوسائل المرئية، من الكتب، والأفلام, كم شريط فيديو يتداول بين الناس وهو طيب وصالح يعرض أشياء مفيدة؟! إنها أشرطة محدودة عن المجاهدين -كما سمعنا- أو أشرطة علمية معدودة, أو أشرطة في الدعوة إلى الله عز وجل, ثم تجد ركاماً هائلاً في محلات البيع هي أشرطة تبدأ بالحب وتنتهي بالحب, ولا تعرف في قاموسها إلا الحب!! فعلى الإنسان أن يختار الجيد ولو كان قليلاً.

ثانياً: على الدعاة إلى الله عز وجل؛ أن يحرصوا على الاستفادة من هذه الوسائل بالصورة الصحيحة, وفي بلادنا -ولله الحمد- فرص غير قليلة للاستفادة من هذه الأجهزة، سواء المجلات، أو الجرائد، أو الإذاعة، أو التلفزة، أو غيرها, وهي تفرض نفسها على المجتمع شئنا أم أبينا.

فليس من السليم في نظري -والله أعلم بالصواب- أن تكون خلواً من الدعاة إلى الله عز وجل وطلاب العلم، الذين يخاطبون الناس ويزاحمون المواد المنحرفة الفاسدة, والفرصة كما ذكرت مواتية وممكنة.

ثالثاً: لا بد من الحرب على كل وسيلة أو مادة فاسدة, والحرب تأخذ صوراً شتى: تحذير الناس منها وبالذات من المواد المنحرفة، كذلك مخاطبة المسئولين عنها, وقد قرأنا قبل فترة أن وزارة الإعلام منعت ثلاثاً وعشرين مجلة من الدخول إلى هذه البلاد, وهذه بادرة طيبة, هذه المجلات كانت تدخل، وكان الطيبون يتضايقون منها ثم منعت, وهذا دل على أنه من الممكن أن يكون هناك خطوات أخرى مماثلة؛ لو أن أهل الخير بذلوا جهودهم في هذا السبيل.

هل جربت -مثلاً- أن تخاطب المسئولين، أو تطلب من العلماء أن يخاطبوا إن لم يكن لك مقام في ذلك, في شأن مجلة نشرت مادة فاسدة, في شأن شريط مخل بالحياء والأخلاق -وما أكثرها؟! بشرط أن يكون هذا الخطاب مدعوما بالوثائق والمعلومات الدقيقة, وليس مجرد خطاب حماسي, هل جربت ذلك؟!! الذين جربوا هذا الأمر يؤكدون أن هذا الطريق لا يخلو من ثمرات, صحيح أنها ليست (100%) لكنه مثمر بكل حال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015