عقبة قرناء السوء

وقرناء السوء هم جزء من المجتمع، ولكنني أشرت إليهم إشارة خاصة؛ لعظم تأثيرهم على القرين, لأن الشاب وكذلك الفتاة في فترة المراهقة بالذات قد يشعر بنوع من الانفصال عن البيت.

ولذلك تجد الشاب يحرص -في بعض الأحيان- على ألاَّ يأتي أصدقاؤه إلى بيته؛ لئلا يروا بعض الأشياء التي هو غير مقتنع بها, قد يحرص على ألا يروا والده مثلاً؛ لأنه غير مقتنع ببعض صفات والده، يحرص على ألا يدخلوا المجلس؛ لأنه مقتنع أن صفة البيت وشكله لا يناسب أن يراه أصدقاؤه.

عنده نوع من الانفصال عن البيت، وبالمقابل عنده نوع من الارتماء في أحضان القرناء والأصدقاء، وهو ما يسميه علماء التربية بالانتماء، الشعور بالانتماء إلى هذه الفئة.

ولذلك يتلقى عنهم كثيراً من الأخلاق والآداب والقيم والمعارف والأساليب وغيرها, وكثير ممن كانوا ضحايا، كضحايا المخدرات، وضحايا السفر إلى الخارج، وضحايا العكوف على الأفلام الهابطة؛ إنما عرفوا هذه الأشياء وتعرفوا عليها بواسطة القرناء السيئين، الذين زينوا لهم الباطل ودعوهم إليه, وشجعوهم عليه بكل ما يملكون من وسيلة.

ولذلك فعلى الإنسان أن يعرف أين يضع قدمه، وأن يبحث عن القرناء الطيبين، وعلى الأب أن يراعي أين يكون ابنه؛ فإنه لا بد له من قرين.

لكن إما أن يكون صالحاً يعينه على الخير أو يكون فاسداً يعينه على الشر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015