الخطوة الثانية: أن يعلم الإنسان أنه -وإن كانت فيه خصال ذميمة- إلا أن فيه خصالاً حميدة.
أعرف أحد الشباب عنده بعض المشاكل النفسية، من كثرة التردد وكثرة التذبذب, وضعف الهمة, وعدم الإقدام وعدم الثقة بالنفس؛ بحيث إذا أراد أن يعمل عملاً تحمل له بشكل كبير, وفي أثناء العمل يبذل جهداً مضاعفاً، ولذلك فإنه يرغب عن الأعمال الصالحة ويتركها لهذا السبب, لكن حين تنظر في الزاوية الأخرى تجد عند هذا الإنسان -لو باحثته وحادثته- تجد عنده خصالاً فُطِر عليها، هي في الذروة العليا من الجمال والقوة, تجده -مثلاً- يحب الصالحين -وهذه فضيلة كبرى- كان الإمام الشافعي على جلالة قدره يفاخر فيها ويقول: أحب الصالحين ولست منهم لعلي أن أنال بهم شفاعة وأكره من بضاعته المعاصي ولو كنا سواء في البضاعة فهذا الإنسان تجده يحب الصالحين ويحب العلم, تجده يحب الإحسان إلى الناس, ويحب التصدق.
فعلى الإنسان أن ينمي الصفات الطيبة الموجودة في نفسه, لأن الصفة الطيبة إذا نمت وكبرت تغلبت على غيرها.