الأمر الثالث: من واجباتنا: هي قضية التوجيه والدعوة.
فإنني أقول لكم -أيها الإخوة-: إننا نفتخر أن يكون القائمون بمساعدة هؤلاء الإخوة المنكوبين هم من المؤمنين المتدينين الصادقين، حتى إن الإنسان إذا نظر فوجد أن أصحاب اللحى وأصحاب الثياب الرفيعة، هم الذخر الذين تجدهم الأمة كلما ألمت بها ملمة، أو نزلت بها نازلة , فيقومون مع إخوانهم ويغيثونهم ويساعدونهم، وهذه في الواقع دعوة صامته للإسلام، وهي أبلغ من مائة خطبة وأبلغ من مائة محاضرة، وأحسن من مائة كتاب تعطيها له، هي دعوة صامته؛ لأن كل إنسان عاقل يعرف ما معنى أن يتخلى عنه القريب والبعيد، فيأتيه شاب متدين ربما كان بالأمس يسخر به وبأمثاله، فيساعده في محنته، ويحرص على إنقاذه وإعانته، ولا شك أن هذه لها دلالة كبيرة، ولهذا ينبغي أن نحرص على أن نكون نموذجاً حياً في دعم المؤمنين والمحتاجين والمستضعفين والمنكوبين في كل مكان، وخلال دعوة هؤلاء ينبغي مراعاة أمور: أولاً: اختلاف المجتمع، وهذا أمر لا بد من مراعاته، فهم عاشوا في مجتمع يختلف كثيراً عن المجتمع الذي عشنا فيه، ومن أراد أن يدعوهم أو ينبههم إلى بعض الأمور؛ فينبغي أن يراعي هذا الأمر؛ لئلا يقع في الخطأ؛ لأن الله عز وجل يحب الحكمة، والحكمة هي وضع الشيء في موضعه، فالعالم -مثلاً- غير الجاهل، والمعتاد على شيء غير الذي يفاجأ به لأول مرة، وينبغي مراعاة هذا الوضع والتدرج معهم شيئاً فشيئاً.
الأمر الثانى: مراعاة الهدوء وسعة البال وعدم العجلة.
الأمر الثالث: مراعاة البعد عن المن والأذى بما يعطيه الإنسان، أو باعتبار هذا ضريبة أننا ندعوكم وإلا وإلا، أو يكون هذا إعانة مشروطة، هذا لا يجوز أن يكون بحالٍ من الأحوال، فهو واجب عليك أن تساعدهم وهذا الأمر علينا جميعاً، ونشر الكتاب والشريط الإسلامي من أهم وسائل الدعوة بينهم، والمجمعات السكنية التي قد يتجمعون فيها هي فرصة، ولعله يتم تنظيم أشياء رسمية من خلالها للتوجيه والإرشاد.