المصائب من صنع أيدينا

قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى:30] حتم لاتردد فيه، كل بلية عامة أو كارثة تنزل بالأمة فإنما هي من صنع أيدينا، بل هي بعض ذنوبنا قال الله تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا} [الروم:41] {فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أن يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ} [المائدة:49] وليس بكلها فقال الله: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ} [فاطر:45] فقد يعاقب الله تعالى الظالم بمن هو أظلم منه، ولا أحد يستدرك على القدر، فالقدر سر الله وفعل الله وإرادة الله، ولا أحد يستدرك عليه، قد يعاقب الله الظالم بمن هو أظلم منه، وقد يعاقب الفاسق بالكافر، فلا يغتر الإنسان بأن فلاناً وفلاناً وفلاناَ قد وسع الله تبارك وتعالى عليهم وأعطاهم وأمهلهم، فإن الله تعالى قد يعجل بالعقوبه أحداً ويؤجل غيره ممن هو أظلم منه أو أكفر منه، وقد يعاقب المؤمنين بذنوبهم فيسلط عليهم بعض الظالمين أو الفاسقين أو الكافرين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015