غربة الطائفة المنصورة بين أهل السنة

أما المرتبة الثالثة من مراتب الغربة: وهي أشرف هذه المراتب وأعظمها وأعلاها، وأهل هذه المرتبة هم ورثة الأنبياء والصديقين والصالحين فهي غربة الطائفة المنصورة الأمة القائمة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم العلم، ومحاربة الفساد في الأرض، والمجاهدة في سبيل الله، وهذه الطائفة هي أمة من بين أهل السنة والجماعة وقد أمر الله عز وجل أن توجد هذه الأمة فقال سبحانه: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران:104] .

وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المتواتر أن هذه الطائفة ستظل موجودة من عهده صلى الله عليه وسلم إلى أن يأتي أمر الله، فلا تخلو الأرض من طائفة آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر مجاهدة في سبيل الله، لا يضرها من خذلها ولا من خالفها ولا من ناوأها حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس.

فهذه ثلاث درجات من درجات الغربة، الأولى: غربة المسلمين بين الكفار.

الثانية: غربة أهل السنة بين المسلمين.

الثالثة: غربة الطائفة المنصورة الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر بين أهل السنة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015