الإيمان والتوحيد

السبب الأول: الإيمان والتوحيد.

فإن للمؤمن من السعادة بالإيمان بالله عز وجل مالا يجده غيره، ولذلك تجد الكافر مظلم القلب والنفس، قلق الفؤاد، ولو قرأت ما تغنى به الشعراء الكافرون، وما عبروا به عما يحسونه في نفوسهم من الضيق؛ لشعرت ببعض ما يعانونه من ذلك، وهم يحاولون طرد هذه الهموم عن قلوبهم بالسكر -مثلاً- ليفقدوا عقولهم، ويفقدوا الشعور بالحياة، أو بغير ذلك من ألوان اللذائذ الدنيوية التي يتعاطونها، فلا يزيدهم هذا إلا قلقاً وظلمة.

فيلجئون أخيراً إلى التخلص من هذه الحياة الدنيا بالانتحار، وإن أعلى نسب الانتحار اليوم هي في أعلى بلاد العالم حضارة، وفي التيسيرات المادية الهائلة، وهي ما تسمى بالدول الاسكندنافية ففيها أعلى نسبة لدخل الفرد، وبالمقابل فيها أعلى نسبة للانتحار، ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المروي من طرقٍ موصولة ومرسلةٍ يشد بعضها بعضاً -كما يقول الحافظ ابن كثير - يقول صلى الله عليه وسلم: {إذا دخل النور القلب انفسح وانشرح، قالوا: يا رسول الله! وهل لذلك من علامة؟ قال: نعم.

التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والاستعداد للموت قبل نزوله} .

إن هذا هو العمل في سبيل الله عز وجل والتوجه بكل النفس والطاقات إلى الله تبارك وتعالى والدار الآخرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015