أخطار جريمة اللواط

أيها الإخوة! من المشاكل الكبيرة التي يشتكي منها أو يقع فيها كثير من الشباب هي: قضية الوقوع في اللواط والعياذ بالله، واللواط من الكبائر بإجماع العلماء، قال الله عز وجل: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيما ً} [النساء:31] .

فاللواط من كبائر الذنوب التي تحتاج إلى توبة، ولو لقي صاحبها بها ربه عز وجل فقد يعذبه يوم القيامة، وقد عاقب الله عز وجل قوم لوط بالعقوبة المعروفة، حيث رفع قراهم -قرى سدوم- حتى سمعت الملائكة أصوات حيواناتهم وصياحهم، ثم قلبها عليهم، ثم أمطر عليهم بعد ذلك حجارة من سجيل منضود، مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد، فكل من فعل مثل فعلهم فإن الله تعالى يمسخه، يمسخ قلبه إذا ما أسرع بالتوبة، وقد يحال بينه وبين التوبة كما أشار إلى ذلك الإمام ابن القيم في الجواب الكافي: أن المبتلى باللواط ربما يصعب عليه التوبة، ولو تاب منه يبقى في قلبه آثار كثيرة؛ إلا من رحم الله وقليل ما هم، ما لم يتدارك نفسه عاجلاً غير آجل وإلا فيمسخ قلبه، وكذلك تمسخ مشاعره وعواطفه، فإن هذا اللوطي منتكس الفطرة، لا يتلذذ بما أباح الله تعالى له، لا يتلذذ إلا بالحرام، وحتى هذا الحرام بعدما يبتلى به ويتورط فيه، يصبح وبالاً عليه ويصبح هماً وغماً يجثم على صدره وقلبه، فلا يهدأ له عيش، فيكون حاله كما قال الأول الذي يشرب الخمر: وكأسٍ شربت على لذة وأخرى تداويت منها بها فهو يفر من المعصية إلى المعصية، ومن الإثم إلى الإثم، ومن الذل إلى الذل، وهذا الذنب العظيم هو سبب في مقت الإنسان وهوانه على الله عز وجل، فإن الله تعالى إذا نظر إلى عبده وهو يواقع هذه المعصية المقيتة الخبيثة العظيمة الكبيرة عند الله تعالى، فإن الله تعالى يمقت هذا العبد ويبغضه، ويسقط من عين الله تعالى.

وقد توعد الله تعالى أقواماً، بأن الله تعالى لا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، فما يؤمنك أن تكون من هؤلاء على لذة عابرة أو شهوة عابرة، كان الإنسان يستطيع أن يقاومها بأن يبتهل إلى الله عز وجل، وما عودنا الله تعالى أنه يرد مبتهلاً قط، وما من عبد انكسر بين يديه وبكى بقلب صادق إلا رفعه الله ونفعه، وأجاره مما يخاف وأمنه منه.

وهذا الإنسان الذي ابتلي باللواط، قد يبتلى في نفسه أو أهله، أو ولده أو ماله بعقوبة دنيوية عاجلة، ولعل من البلاء ما تسمعونه اليوم من الأمراض الجنسية التي أصبحت مخصصة بالشاذين، فبعضها لا يصيب إلا أصحاب الشذوذ الجنسي مثل الرجل مع الرجل، أو المرأة مع المرأة، فسلط الله عليهم الأمراض الجنسية الفتاكة، التي أعلن الطب عجزه بالكلية عن علاجها، كالهربس والإيدز والكلامديا وغيرها من الأمراض القديمة كالزهري والسيلان وغيرها، هذه الأمراض مخصصة بمن يرتكبون الحرام وخاصة بالشاذين الذين يرتكبون ما يسمى بالشذوذ الجنسي، كاللواط أو السحاق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015