أما الجرح الثالث: ففي مصر، حيث سُنَّ قانون مكافحة الإرهاب، وباسم هذا القانون قتل آلاف من الشباب المسلم في الشوارع، دون تحقيق أو إدانة، وإن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، وإنا بذلك لمحزونون، حين نرى شباباً في سن السادسة عشرة، وفي سن السابعة عشرة والعشرين، يطلق عليهم الرصاص، فيردون قتلى دون أن يسأل عنهم أحد، وفي حي أمبابة في القاهرة، جندوا أكثر من عشرين ألف شرطي، بقيادة أكثر من ألفي ضابط لتمشيط هذا الحي، هذا في حي واحد فقط، يقولون: إنه مركز الأصوليين والمتطرفين والإرهابيين.
ماذا يفعل هؤلاء الأصوليون؟ ما هي جريمتهم؟ قالوا: أحرقوا سبعة محلات للفيديو، ولو أحرقت محلات الفيديو في إسرائيل أوفي أمريكا أو في فرنسا، هل كان جزاؤهم أن يجند عشرون ألف جندي لتمشيط هذا الحي، ثم يعتقل حسب الإحصائيات الرسمية أكثر من ستمائة إنسان؟! وإذا كان الاعتراف الرسمي يقول ستمائة، هذا فقط في هذا الحي فضلاً عن ألف ومائتين قبله بأيام، فمعنى ذلك أن السجون قد امتلأت، ولابد أن الحكومة جادة في طلب الإعانات من دول مختلفة، لبناء سجون جديدة لمزيد من الشباب المسلم هناك.
وقاموا بتمشيط من قبل في مدنٍ كثيرة في الصعيد، وحاصروا مساجد بأكملها، وكانوا يأتون إلى المسلمين وهم في صلاة الجمعة، فيكدرون عليهم صفو عبادتهم، ليأخذوا من بينهم أعداداً من الشباب بحجة التحقيق معهم، ومن ذا الذي سوف يسأل أجهزة الأمن، بأي ذنب قتل هؤلاء؟! وبأي ذنب اعتقلوا؟! وعلى أي قضية أوقفوا؟! إنه لا أحد يسألهم.