أما الجرح الثاني: ففي الصومال حيث تدخلت أمريكا، وأذلت المسلمين أيما إذلال، حتى أعرب بعض الغربيين الكفار، عن امتعاضهم من الطريقة التي يعامل الجنود الأمريكان فيها المسلمين هناك، إذ أنهم بمجرد أن يروا مسلماً يطلبون منه أن ينبطح على الأرض، دون أن يحرك ساكناً، وفي حالة إذا ما تردد، أو توقف أو تباطأ، فإن الأسلحة تصوب إليه، ليفعل تحت وطأة التهديد بالسلاح، ويجر المسلمين جراً، كما كان يفعل بأهل الكتاب، ويعاملون بذلة وصغار.
بل إن من العجائب أنه وزع على الجنود الأمريكان كتاب من ثمان عشرة صفحة، يعلمهم كيف يتعاملون مع الصوماليين، ومن ضمن هذه التعليمات، يقول: إياك أن تقبل الفتاة الصومالية.
الله أكبر ما أرخص أعراض المسلمين اليوم! فقد أصبحت بنات المسلمين في كل مكان، عرضة لاعتداء جنود الكفار عليهن بكل سهولة، وقد كان بإمكان ألفي جندي فرنسي موجودين في جيبوتي، حماية قوافل الإغاثة الموجودة في الصومال.
وكما يقول أحد النصارى في جريدة الحياة، ولولا أن المقصود ترتيب الوضع في القرن الإفريقي كله، وحمايته والمحافظة على المكاسب الغربية في أثيوبيا وفي غيرها، وتحجيم دور الإسلام في إفريقيا كلها، بل القضاء على الإسلام فيها، لولا أن هذا هو المقصود، لم يكن ثمة حاجة بالدفع بأكثر من ثلاثين ألف جندي أمريكي إلى هناك.
وقد أعلن الرئيس الأمريكي السابق، أنه يتراجع عن المدة التي حددها، وقال: إن ستة أشهر سبق أن أٌعلِنتْ غير كافية لتواجد الجنود الأمريكان في الصومال، إن هذا يذكرنا بكلمة سبق أن سمعناها، وهي أن النصارى يريدون أن تكون إفريقيا قارة نصرانية في عام (2000م) .
وكنت أتعجب من ذلك! وأقول كيف يقولون هذا وهم يرون أن النصرانية تزحف ببطء، وأن الإسلام أسرع منها وأقوى؟! فالإسلام يكتسح القبائل الوثنية، وهم يدخلون بحمد الله في الإسلام أفواجاً، فكيف يظنون هم أنهم سيحولون إفريقيا إلى قارة نصرانية عام (2000م) ؟! أما اليوم فكأن الأمر بدأ يتضح بعض الشيء.