منزلة السنة من القرآن

فهذه النقطة هي بيت القصيد وهي نقطة مهمة، وهي موقع السنة من القرآن الكريم ما موقع السنة من القرآن؟ بعض الناس يقول: نستغني بالقرآن! وفي هذا العصر بالذات ظهر في الهند والعراق ومصر جماعة من الضُّلَّال المرتدين يقولون: لا حاجة بنا إلى السنة، يكفينا القرآن، ويسمون أنفسهم -أو يسميهم الناس- بالقرآنيين وهم يرفضون السنة كلها جملة وتفصيلاً، وأذكر أحدهم يقول مخاطباً لغيره من الناس: فاحمل أزوادك واتْبَعْني يا عبد الله يكفينا زاداً في الدنيا هذا القرآن يكفينا زاداً في الدنيا هذا القرآن، ولعل هذا يعني إنكار السنة النبوية ورفضها، وهؤلاء لا شك مرتدون لا إشكال في ردتهم وخروجهم عن دائرة الإسلام.

بقي أن نسأل: ما موقع السنة من هذا القرآن الذي أطبق الناس -حتى هؤلاء- على الإيمان به والاعتراف بثبوته وتواتره؟ السنة هي قرينة القرآن الكريم في كتاب الله تعالى وفي حديث رسوله صلى الله عليه وسلم يقول الله - عز وجل - مخاطباً نساء النبي صلى الله عليه وسلم: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} [الأحزاب: 34] ويقول: {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [البقرة:129] أما آيات الله فهي القرآن وهي الكتاب، لكن ما الحكمة؟ يقول الشافعي رحمه الله سمعت غير واحدٍ ممن أرضى من العلماء يقول: الحكمة هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

إذاً الحكمة هي السنة وهي قرينة القرآن، وفي كتاب الله تعالى: {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [البقرة:129] أي القرآن والسنة {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} [الأحزاب:34] أي من القرآن ومن السنة.

وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: {تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي} فقرن السنة مع القرآن الكريم.

ولذلك فالسنة مصدر تشريعي كالقرآن الكريم.

ويعجبني في هذا المقال الكلمة التي يقولها الإمام محمد بن علي الشوكاني يقول: إن ثبوت حجية السنة واستقلالها بتقرير الأحكام الشرعية ضرورة دينية لا ينكرها إلا من لا حظَّ له في الإسلام! فاعتبر أن ثبوت حجية السنة، وأن السنة تؤخذ منها الأحكام كما تؤخذ من القرآن ضرورة دينية لا يمكن أن ينكرها أحد إلا من لا حظَّ له في الإسلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015