وهذه قُصاصة من أخطر القصاصات التي وصلتني، وهي تدعو إلى أمر خطير، محلات في الرياض تعلن وتقول: نضع أوروبا بين يديك، هل سمعت بالقنوات الأوروبية من أقمار (استرا ويورستات) إنها لدينا نحن فقط، فنحن نتحدى من ينافسنا في التقاط البرامج الأوروبية من هذه الأقمار إلى الآن ولفترة طويلة، يعني هم أخذوا أو حصلوا على حق الامتياز.
عزيزي المواطن تأكد قبل أن تشتري هوائي الأقمار الصناعية، هل هذا الهوائي يستقبل قمر استرا، هل هو يستقبل هذه القنوات التالية؟ ثم رسموا مجموعة من القنوات وهي تقريباً سبعة وعشرين قناة.
تقول الشركة الوحيدة في المملكة، التي تعطيك هذه القنوات وإلى فترة طويلة الأمد ويطلبون الاتصال، وقد وضعوا عنوانهم ومكانهم بل والهاتف، لمن أراد أن يتصل ثم يقول في الورقة الأخرى، لنفس المكان؛ هل سمعت عن محطة الأفلام الحديثة؟ إنها تعطيك أحدث الأفلام السينمائية -لاحظ- هذا الآن ليس فقط بثاً، إنما هي تتابع الأفلام السينمائية الأمريكية عن طريق جهاز فك التشفير الموجود لدينا، وباشتراك سنوي يصل إلى أربعمائة وخمسين دولاراً سنوياً وهم يعطونك اشتراكاً سنوياً ثلاث سنوات، كل سنة بأربعمائة وخمسين دولاراً أمريكياً، ثم بعد ثلاث سنوات يعطونك اشتراكياً -مجاني إلى الأبد- في هذه الأفلام السينمائية الأمريكية، إنها أول شركة سعودية معتمدة في جهاز فك التشفير، لجميع المحطات المشفرة، ولا توجد شركة في المملكة غيرنا لديها هذه الإمكانيات، ومرة أخرى لا تتردد في الاتصال بنا.
إنه خطر عظيم، ومنكر كبير، واجب علينا جميعاً أن نحتسب في إزالته، إن هذه (الدشوش) التي غزتنا في كل مكان، وفى بريدة رأيناها في عدد من الأبنية، بل لا أودعكم سراً، اتصل بي أحد الشباب وحدثني عن قرية نائية من مناطق القصيم سكانها قليل وقال لي: يوجد في هذه القرية أكثر من اثني عشر دشاً، وفى قرية مجاورة أكثر من سبعة عشر دشاً، إنك بالتأكيد لن تجد مثل هذا العدد من الدعاة في تلك القرية، هذا خطر عظيم علينا، والواجب أيضاً يحتاج إلى حديث، وقد وعدتكم قبل قليل، أن يكون لي إن شاء الله درس عنوانه (كلام في الإعلام) لكن إليك بعض هذه النقاط الملخصة: أولاً: لا يجوز أن يكون موقفنا هو فقط التململ والتضجر مما يجري، بل ينبغي أن ننتقل خطوات إلى الأمام، ينبغي في المقابل أن ننشر الإعلام الإسلامي، ننشر الشريط، وقد أصبح نشر الشريط بحمد الله ميسوراً ممكناً، وليس هناك عقبات حقيقية أمامه، فعلينا أن نشمر عن ساعد الجد، وننشر الشريط بطريقة مدروسة، وطريقة مهذبة منظمة، وما المانع أن يكون في بيتك بدلاً من بيت جارك الذي فيه دش، أن تجعل في بيتك جهاز سحب الأشرطة؟! وهو رخيص تشتريه بأربعة آلاف ريال، أو باشتراك مع مجموعة من زملائك، وتسحب على الأشرطة ليصبح السعر رخيصاً وتوزع على معارفك وجيرانك، وأقربائك وأهل بيتك.
ومن الأشرطة التي يمكن توزيعها تلك الأشرطة التي تتكلم عن خطر البث المباشر، وخطر الإعلام الغربي، ووجوب حماية الأهل من مثل هذا الغزو الخطير، وهذا واجب، ونشر الكتاب أيضاً، نشر الدعوة، والمحاضرة، الدعوة إلى الخير، قيام الدعاة بواجبهم، ترك التململ والتضجر والاعتماد على الآخرين، وكون الإنسان يقول: أنا لا أصلح لشيء، غيري قد كفاني المهمة.
يا أخي! عدوك الآن دخل إلى البيت، دخل إلى غرفة النوم، الإعلام والتقنية والتصنيع ووسائل الاتصال ليست حكراً على الغرب الكافر، المسلم يستطيع أن يستغلها ويستثمرها، ولو كان المسلمون أقوياء وعلى المستوى المطلوب، ولديهم مؤسسات لاستطاعوا أن يغزوا الغرب نفسه من خلال قنواته، ومن خلال وسائله، فالمسلمون قادرون على أن يشتروا محطات وأجهزة وإذاعات وقبل مدة ليست بالبعيدة عرضت إذاعة شهيرة للبيع، مونتكارلو وعرض لها بلغتها العربية فقط خمسين مليون ريال سعودي، وخمسين مليون ريال سعودي بإمكان أي تاجر أن يوفرها ومن الممكن أن تتحول هذه الإذاعة إلى إذاعة إسلامية.
فلو كان هناك مسلمون على المستوى المطلوب، أن تتحول من إذاعة تبث التنصير --كما تعلمون- إلى إذاعة تخاطب أكثر من سبعين مليون بالإسلام، والدعوة إلى الإسلام، ونشر الخبر الصحيح، والعلم الصحيح، والتحليل الصحيح، وترفع صوت العلماء إلى العالم كله، وليس إلى العالم الإسلامي فقط، أين الإعلاميون المسلمون؟! أين ذووا الاختصاص؟! لماذا لا يفكرون في جريدة إسلامية يومية، أو أسبوعية، تصدر في أي بلد، وتخاطب المسلمين، وتنشر أخبارهم، وتحذرهم من الأخطار المحدقة بهم، وتكون لساناً ناطقاً للصحوة وأهلها، لماذا نكتفي دائماً وأبداً بالتضجر وهز الرءوس؟! إن هذا وحده لا يكفي، ثم هذه الدشوش الموجودة لماذا لا نناصح أهلها؟ لماذا لا نحدثهم بالعقل والمنطق والحكمة عن الأخطار المحدقة على أُسَرهم، وعلى بيوتهم.
أيها الأحبة لقد كتبنا واتصلنا، وكتب سماحة الشيخ الوالد عبد العزيز بن باز وأصدر فتوى، والمؤسف جداً أن هذه الفتوى أصبحت تُحارَب في بعض الأماكن وتلاحق، ويؤذى من يوزعها، فإنا لله وإنا إليه راجعون! ما دام أن هذه الدشوش وجدت وانتشرت، وشاعت وذاعت، ورخص لها وسمح بها، على الرغم من أن هذا مخالف للأنظمة والقوانين على أقل التقدير، لتعامل الفتاوى العلمية التي تصدر في تحريمها، وتحريم استيرادها أو تركيبها، أو التعامل معها، لتعامل بالطريقة نفسها.
اللهم إنا نسألك التقى والهدى والعفاف والغنى، اللهم يسر لنا اليسرى، وجنبنا العسرى، واغفر لنا في الآخرة والأولى، ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، واجعلنا للمتقين إماماً، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً وعملاً يا أرحم الراحمين! اللهم وفقنا لكل خير، اللهم إنا نسألك من كل خير خزائنه بيدك فإن خزائن الأمور كلها بيدك، اللهم إنا نسألك لإخواننا المسلمين في البوسنة والهرسك أن تعجل لهم فرجاً يا حي يا قيوم! ونسألك لعبيدك المستضعفين في الجزائر يا رب العالمين! أن تنصرهم على عدوك وعدوهم، اللهم أسْمعنا من الأخبار ما تقر به عيوننا يا رب العالمين! اللهم أسْمعنا من الأخبار ما تقر به عيوننا، اللهم انصرهم يا ناصر المستضعفين! اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم، اللهم أنزل على عدوهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم فرق شمل عدوهم وخالف بين قلوبهم يا رب العالمين! اللهم عليك بأعداء الإسلام في الجزائر، اللهم عليك بأعداء الإسلام في فلسطين، اللهم عليك بأعداء الإسلام في مصر، فإنهم طغوا وبغوا، واعتدوا على عبادك الصالحين، وجاوزوا الحدود وأنت أعلم يا حي يا قيوم! اللهم عليك بأعداء الإسلام.
اللهم فرج عن المسلمين في كل مكان، اللهم اجمع كلمة المسلمين في أفغانستان، اللهم انصر المسلمين فوق كل أرض وتحت كل سماء، اللهم انصر دينك يا رب العالمين! اللهم اجعلنا من أنصار الدين، اللهم اجعلنا من الدعاة إليك على بصيرة، اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر يا أرحم الراحمين! اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم.
سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.