التوحيد هو سبب النجاة في الآخرة

خامساً: التوحيد هو سبب النجاة في الآخرة، فإنه لا ينجو يوم القيامة إلا الموحدون لله تعالى {وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * ِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء:87-89] سليمٍ من الشرك وعبادة غير الله تعالى، ولهذا جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضى الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم: قال {والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني ثم لم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار} .

وقال تعالى عن الكافرين {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً} [الفرقان:23] وسألت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما في مسلم عن عبد الله بن جدعان، وكان يصل الرحم، ويكرم الضيف، ويطعم الفقير، ويتصدق "أينفعه ذلك؟ " فقال: {لا يا عائشة، إنه لم يقل يوماً رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين} .

إن العبد إذا لقي الله تعالى موحداً فهو إلى خير، ولو كان من أهل المعاصي، ولو عذب بالنار ما عذب، فإن مآله إن شاء الله إلى الجنة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، في حديث أبي ذر: {على رغم أنف أبي ذر} .

ومن أعظم ألوان النعيم واللذة النظر إلى وجه الله تعالى في الجنة، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما أخرجه النسائي: {اللهم إني أسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة} .

إن العبد ينظر إلى شيءٍ من خلق الله تعالى في هذه الدنيا، ينظر إلى حديقةٍ جميلة غناء، أو صورة حلوة، أو مشهد بديع، فيعجب لذلك، ويطرب وتنبلج أساريره، وربما جادت قريحته بأعذب الشعر، وأجمله وأطيبه، فما بالك بالنظر إلى وجه الله تعالى، وهو الكمال والجمال والجلال؟! وفى صحيح مسلم: {إن الله تعالى جميل يحب الجمال} أما الكافر فهو محجوب عن ذلك كله {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ * ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ} [المطففين:15-16] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015