Q من خلال تتبعكم لحال السلف، وخاصة العلماء منهم يقول: أيهم أعظم فائدة في النفس العالم الذي يشتغل بالتأليف أم العالم الذي يشتغل بالتعليم؟
صلى الله عليه وسلم كلاهما! كان العلماء يشتغلون بالتأليف ويشتغلون بالتعليم، والذين خلد ذكرهم في التاريخ هم من هذين الصنفين أو من أحدهما، وكثير منهم جمعوا بين الأمرين، فإن كثيراً من مؤلفات هؤلاء العلماء كانت دروساً يلقيها في مجلس الإملاء، فيسجلها طلابه ويأخذونها عنه، سواء كانت حديثاً يحدثهم به أو علماً يلقيه إليهم، فكلا الأمرين مهم ومفيد، وإن كان التأليف والله أعلم أبقى؛ لأن المؤلفات تبقي على القرون والأجيال، ولذلك هناك علماء ليس لهم تلاميذ، ولم يعرفوا بنشر العلم، لكنهم ألفوا، فبقي ذكرهم وبقيت مؤلفاتهم وانتفع الناس بها.